مواطن يحوّل مضيفه إلى متحف

استراحة 2023/06/04
...

 الصباح: نافع الناجي  

يشكل الحنين الى الماضي و(نستالوجيا) العودة الى بساطة الأمس وجماله وسهولة مفرداته الحياتية، هاجساً فريداً ومتنامياً لدى العديد من الأشخاص الذين ترنو عيونهم الى الماضي ويحنون إليه بشكلٍ دائم.
فقد بادر مواطن من أهالي قضاء الرميثة بمحافظة المثنى إلى تحويل مضيفة (ديوانه) الخاص إلى متحفٍ، يضم أغلب المقتنيات الحضارية والتراثية التي تعبر عن ثقافة المحافظة.
وقال المواطن محمد سعدون الرميثي لـ (الصباح) «بدافعٍ من الهواية وحب التراث والفولكلور والسعي للحفاظ عليه، قمت بجمع أغلب التحف والانتيكات القديمة التي تعبّر تعبيراً حقيقياً عن طبيعة الحياة البسيطة في الوقت السابق «، مبيناً أن «الحياة العصرية ونمط البناء وطريقة المعيشة فرضت على الإنسان أن يتخلى عن هذا التراث التقليدي الجميل في الملبس والمأكل والمشرب وكل ما يحيط بنا». وأضاف الرميثي «قمت مع مجموعة من الشباب بجمع أكبر كمية من الأواني الفخارية والأدوات المنزلية وبيوت الشعر والمفروشات والسيوف وحتى أدوات الإنارة القديمة التي تعمل بالزيت». وأشار إلى أن «هذا المكان شهد إقبالاً كبيراً من الأهالي بشكل يومي، إذ يتسامر فيه الأصدقاء بعيداً عن شبكات التواصل الاجتماعي ورموز الواي فاي ويحضرون هنا لشرب القهوة العربية التي نعدها بأيدينا عبر تحميص البن ومن ثم طحنه بأداة (الهاون) وإضافة الهيل وغليه بدلال القهوة النحاسية ثم صبه  بالفناجين».
وتشمل مجموعة محمد سعدون فرشاً وبسطاً حيكت من الغزول الصوفية كالغلايج والأزر ومساند ووسادات مزركشة بنقوش مميزة، فضلاً عن (الجاون) و(الهاون) ومكاوير وسيوف وخناجر وأجهزة مذياع تعمل على اللمبات والعديد من الأدوات والفوانيس التي استخدمت قبل خمسين عاماً وربما أكثر.