رياضتنا وأولمبياد العرب

الرياضة 2023/07/04
...

خالد جاسم

أيام معدودات فقط تفصلنا عن افتتاح أهم حدث رياضي عربي يجمع رياضة المشرق والمغرب مرة واحدة كل أربعة أعوام وهو أشبه بأولمبياد مكرس ومخصص للرياضيين العرب حيث ترفع الستارة يوم غد الأربعاء عن مسرح أحداث منافسات الدورة الرياضية العربية الرابعة عشرة التي تنظمها الجزائر وجندت لها كل الامكانيات والقدرات الفنية والمادية والبشرية لأجل اخراجها بالصورة التي تحقق أهداف البلد المستضيف والقائمة على أن تكون دورة الجزائر الأفضل تنظيماً في تاريخ الدورات العربية منذ انطلاقها لأول مرة في بيروت في الخمسينيات من القرن الماضي . وأعتقد كما يشاطرني الرأي كثيرون أنَّ الجزائريين قادرون على تحقيق هذا الهدف بعد أن نجحوا قبل ذلك في استضافة دورات وبطولات رياضية أكبر من حجم الدورة العربية ونالوا خلالها العلامات الكاملة من الناحية التنظيمية.  وبقدر تعلق الأمر بالرياضة العراقية فأن من يقرأ خارطة هذه الرياضة على مستوى المنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب سوف لن يفاجأ بحجم التأخر والتراجع العراقي المضطرد على المستوى العربي بدليل أنَّ رياضتنا خرجت بمركز متأخر جداً في آخر دورة للألعاب العربية واستضافتها قطر نهاية عام 2011 ولم يكن الحال أفضل من ذلك في دورة الجزائر التي سبقتها .
ومن هنا وضع المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية في دورته الحالية ستراتيجية عمل صريحة وواضحة منذ نهاية العام الماضي استندت على تحشيد القدرات واستنفار الإمكانيات من أجل تحقيق حضور أكثر تميزاً للرياضة العراقية في دورة الألعاب العربية المقبلة في الجزائر بل وأنَّ الأولمبية جعلت من تلك الدورة ليس مجرد هدف مركزي لتحقيق الإنجاز وانما شعار حاسم يكاد يعتمد في ثيمته الأساس على المقولة الأثيرة : أكون أو لا أكون ..ذلك أنَّ مسيرة عمل الاتحادات الرياضية خلال الأعوام القليلة الماضية كانت بعيدة نسبياً عن الإشراف والتدخل المباشر على صعيد الخطط والستراتيجيات من قبل المكتب التنفيذي الذي حزم الأمر أخيراً ووضع جملة معايير فنية وإدارية بطريقة أشبه بخارطة الطريق لتلك الاتحادات حول ما يجب تحقيقه في الدورة العربية ولست هنا بمعرض استعراض تفاصيل هذه المعايير أو شرح خارطة الطريق التي أطلع عليها الوسط الرياضي والرأي العام لكن ما يجب التأكيد عليه هنا أنَّ الاتحادات ومن خلال ما قدمته من تعهدات سبقت إعلان مشاركتها في الدورة العربية ستكون ملزمة بأن تكون نتائج منتخباتها بمستوى هذه التعهدات من جهة وأن تقترن تلك النتائج بما قدم لها من إمكانيات وما سخر لها أيضاً من مستلزمات خاصة بالإعداد والتحضير المبكر للأولمبياد العربي من جهة ثانية .  نحن ندرك جيدا أن رياضتنا وفي معظم الفعاليات ماتزال بعيدة عن المستويات العربية المتقدمة كما نعلم جيدا أن الرهانات العراقية بشأن الغلة المتوقعة من الأوسمة في الدورة العربية تكاد تعتمد على بضعة ألعاب من بينها رفع الأثقال والمصارعة والملاكمة والكاراتيه وكرة السلة 3 في 3 وكرة اليد والقوس والسهم والتجذيف وبعض من فعاليات العاب القوى. وهذه القراءة المسبقة والمتوقعة لما سوف يكون عليه الحال العراقي في الأولمبياد العربي المرتقب قد تكون فيه أستثناءات خارج فلك التوقع فتأتينا أوسمة مضافة في بعض الألعاب ومنها السباحة والدراجات والجمناستك وهو مانتمناه جميعا لأننا ندرك ونفهم تماما أن المطلوب من رياضيينا ومنتخباتنا ليس أحراز المركز الاول أو أحد أضلاع المربع الذهبي في الجدول العام والحصيلة النهائية للدورة العربية لكننا ننشد تقدما نوعيا كبيرا يضعنا على أعتاب مرحلة جديدة من العودة الصحيحة الى ساحة التفوق عربيا.