أبطال الشمس يتحدون الظروف القاسية

الباب المفتوح 2023/08/16
...

 بغداد: الباب المفتوح 

 تصوير: نهاد العزاوي

 تعيش البشرية تحت وطأة موجة حر غير مسبوقة، بفعل التغيرات المناخية والجفاف والنشاطات الإنسانية، وكانت حصة العراق الأعنف، إذ بلغت درجة الحرارة  نصف درجة الغليان، إنه صيف قاس لاريب في ذلك، إلا أن هذا لم يوقف حركة المواطنين والعمل وانجاز مهامهم اليومية، من اجل توفير لقمة العيش الكريمة الممزوجة بعرق جباههم، ولعل المرابطين في السيطرات ونقاط التفتيش وشرطة المرور يؤدون واجباتهم، يقفون في مواجهة مباشرة تحت طائلة شمس لا ترحم .

إلى ذلك قال مهدي حسين: “شمس العراق فوق طاقة الاحتمال للجنس البشري، والمواطن يعمل تحت سياط أشعة الشمس اللاهبة، من أجل لقمة العيش، فهؤلاء يستحقون الحياة، وننحني لكل قطرة تسقط من جباههم، وهم يذودون بأنفسهم وصحتهم للكسب الحلال في بلد يعد الأغنى”.


تواصل

اوضح الموظف كاظم سلمان “أنه تحد آخر، من اجل الحياة والتواصل وعدم التوقف، فرجال المرور مثلا يقضون ساعاتٍ طويلة تحت لهيب شمس لا ترحم، لكن البعض يقابل عمله المضني بنكران الجميل”.


مقاضاة

لم يكتف جبار منشد (34 عاما) بوضع قناع على وجهه تجنبا لأشعة الشمس الحارقة، بل عمد إلى المنشفة بعد أن غمرها في الماء البارد، ليغطي بها رأسه، لكنه ومن معه من العاملين في مهنة البناء وبالتحديد في تغليف واجهة المباني والعمارات يلجؤون من شدة الحر إلى داخل المنزل، ويروون ظمأهم ويلتصقون بكل شيء بارد يجدونه أمامهم، فهذه المهنة تتطلب الوقوف لساعات كثيرة أمام شمس العراق اللاهبة، وهذا ما جعلهم يجدون البديل لمحنتهم هذه. 

المقاول مسلم الشمري أيضا قد اتفق مع الجميع على ان يكون الليل بديلا عن النهار لأوقات عملهم، إلا أن “ابطال الشمس” قد قايضوا الشمس مقابل النوم في الليل، وبالرغم من ذلك إلا أن الحر تمكن منهم أيضا. 

يؤكد منشد وهو يمسح العرق من جبينه ويبتسم بسخرية: “لقد كانت مقايضة غير

عادلة”.


ارتياح

“يحتم واجبي العمل في كل الظروف مهما كانت قاسية لإيصال قناني الغاز إلى البيوت، وغالبا ما أرى علامات الامتنان على الوجوه ودعوتي لشرب الماء”،هذا ما قاله بائع اسطوانات الغاز مشتاق، مضيفا “طلب الرزق أمر مشروع وخدمة الناس وتسهيل طلبهم يضفي على حياتي الارتياح”.

حوادث

أما علي خميس شاب ثلاثيني يعمل ضمن كوادر العمال في تأهيل شوارع بغداد، فيقول: “نعاني من التعب الشديد اثناء العمل في ساعات الظهيرة، وكثيرا ما تعرض زملاؤنا إلى حوادث إغماء ونقلناهم إلى المستشفى، بسبب الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة هذا الصيف على وجه

الخصوص”. 

ويناشد خميس الجهات المعنية في أمانة بغداد والبلديات أن تراعي ظروف العمال، وتغيير شفت العمل إلى المسائي على الاقل خلال هذا الشهر، حفاظا على سلامة العاملين من الأمراض وحرارة الجو الحارقة.


تلبية

نماذج العاملين تحت وطأة الشمس الملتهبة كثيرة، ولا يمكن حصرها مثل المشتغلين  في معامل الطابوق “نسوة ورجالا” والباعة المتجولين وأصحاب البسطيات وبائعي المياه وغيرهم الكثير، ممن يسعون لتلبية الحاجات الاساسية

لأسرهم.