بغداد: فرح الخفاف
تصوير: خضير العتابي
تشهد العديد من الساحات والشوارع الفرعية بمناطق عدة في بغداد والمحافظات انتشار النفايات، التي عادة ما تكون على الأرصفة أو مرمية في الساحات الفارغة أو قرب المطاعم والمحال، ما يتسبب بأضرار على صحة المواطنين وتشويه للذائقة العامة، إضافة إلى تأثيراتها البيئية.
وتعد مسؤولية التخلص من النفايات مشتركة بين المواطن وأمانة بغداد او البلديات في المحافظات، اذ يقوم الكثير من المواطنين برميها خارج الأماكن المخصصة، أو من دون وضعها في أكياس، بينما اشتكى أهالي مناطق عدة من عدم انتظام رفعها من قبل الآليات المخصصة (الكابسات) لذلك، وغيابها أيام عديدة في الأسبوع ما يؤدي إلى تراكمها.
وتقول نور علي: إن “رفع النفايات في منطقتها بشرق القناة في بغداد، يتم من قبل شركة استثمارية كما قيل لهم مقابل 10 آلاف دينار شهرياً، إلا أن هذه الشركة تقول أن النفايات المرمية قرب الشارع العام ليست من مسؤوليتها، بل من مسؤولية أمانة بغداد، اذ تأتي سيارات خاصة وترفع النفايات كل أسبوع وأكثر ما يؤدي إلى تراكم كبير للنفايات، التي يضعها بعض أصحاب المنازل، الذين يرفضون دفع مبلغ الـ 10 آلاف للشركة المستثمرة لمرورهم بظروف معيشية صعبة”.
وأضافت أن هذه النفايات تصل في بعض الأحيان للشارع العام ما يشوه منظر المنطقة ويؤدي إلى أضرار صحية للمارين”.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قال خلال زيارته أمانة بغداد مؤخراً: “الكابسات لغاية الآن تؤجر، خصوصاً في المناطق الشعبية، وهناك نفوذ لبعض الأشخاص يؤجرون الكابسات عن طريق الاتفاق مع البلدية، ويتجولون في الأحياء والأزقة، لأن هناك واردا ماليا، ومباعة من شخص لآخر”، مضيفاً “حتى أنها تذهب إلى مواقع الطمر التي بدورها تُباع أيضا، فأين الموظفون والرقابة والدوائر المعنية؟، ومن الممكن أن تكون هذه المصالح الممتدة تمنع أي محاولة لمشاريع تدوير النفايات”. بدوره، قال حكيم عبد الحسين: إن “النفايات تنتشر في شارع الرشيد ومنطقة الباب الشرقي بشكل واضح للعيان، خاصة قرب المناطق المخصصة لجمع النفايات”.
وأضاف أن “أصحاب العديد من المحال والمطاعم يرمون النفايات على الأرصفة وفي التقاطعات بشكل لا يصدق، ما أدى إلى تشويه المظهر العام، فضلاً عن تضرر المارة، الذين يضطرون في بعض الأحيان إلى تجاوزها بصعوبة أو السير فوقها”.
وأيدت المواطنة أم هيثم، عبد الحسين، قائلة: “أصبحت أماكن التسوق، خاصة أسواق الجملة عبارة عن مكبات للنفايات المتنوعة من العلب وأكياس النايلون وقناني الماء، فضلاً عن مخلفات الأطعمة والمشروبات، التي شكلت بؤرة للحشرات القارصة والمؤذية والناقلة للأمراض”، مبينة أن “المسؤولية تقع ليس على عاتق الدولة فقط، وإنما جزء كبير منها على عاتق المواطن، فهي تعد ثقافة مجتمعية ونظافة شخصية بالدرجة الأولى، فعلى المواطن أن يتعاون مع الدوائر البلدية وأمانة بغداد، من أجل عراق أنظف وأجمل”.
اما مصطفى عبد الكريم فقد أكد أنه يدفع شهرياً مبلغاً من المال من أجل رفع النفايات من الحاوية المخصصة امام منزله، الا أنه يشكو من عدم انتظام قدوم المركبات المخصصة، وعند الاستفسار بشأن تأخرها يتحجج أصحابها بعطلها او عدم توفر الكاز”.
وتابع: ان “غياب هذه المركبات لفترات خلال الشهر أدى إلى تراكم النفايات وانتشار الكلاب والقطط، فضلاً عن قيام البعض بتمزيق الأكياس للبحث عن العلب الفارغة
وغيرها”.