بغداد: فرح الخفاف
تصوير: نهاد العزاوي
رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة التربية لإنجاح حملتها “سجّل” من أجل ضمان انتظام الأطفال في المدارس، إلا أنها تواجه تحديات أبرزها، رفض العديد من الأهالي، خاصة في القرى والأرياف والمناطق النائية والشعبيَّة، ذهاب بناتهم وأولادهم إلى المدارس، إضافة إلى قلة المدارس أو انعدامها في العديد من المناطق البعيدة أو ذات الكثافة السكانيَّة الكبيرة.
وأكدت الوزارة نجاح حملتها في مناطق عديدةٍ بالرصافة والكرخ، من خلال نشر البوسترات التوعويَّة والتثقيفيَّة بين الأزقة والطرقات، والقيام بجولاتٍ ميدانيَّة للتحدث مع أولياء الأمور عن ضرورة تأمين التحاق أطفالهم بالمدارس والمردودات الايجابية للعلم والتعلم في بناء المجتمع والقضاء على آفة الأميَّة.
ويعاني سكان بعض المناطق من قلّة المدارس الحكومية، اذ تسلمت “الباب المفتوح” مناشدة من أهالي منطقة حي البساتين قرب مجمع الشقق السكني والمناطق الزراعيَّة والحي العشوائي، طالبوا من خلالها ببناء مدارس جديدة لسد النقص الحاصل فيها.
واوضحوا في رسالتهم أن “المنطقة ليس فيها سوى بناية مدرسة واحدة حكومية تقع بداخل المجمع السكني يكون فيها الدوام ثلاثياً، مدرستان اثنتان ابتدائية وواحدة ثانوية للبنات، الأمر الذي يؤثر في استيعاب الطلبة والتلاميذ، نتيجة قصر وقت الدرس، فضلاً عن عدد الطلبة الكبير في الصف الواحد، ما أثر سلباً في نسبة الناجحين فيها».
وناشد الأهالي وزارة التربية بالتنسيق مع وزارة البلديات تخصيص قطعة أرض بغية بناء مدرسة أخرى أو وضع كرفانات فيها لسد حاجة المنطقة وانقاذ أطفالهم من التشرد، مشيرين إلى أنه “تم افتتاح مدارس أهليَّة في المنطقة مؤخراً، لكن أكثرهم (الأهالي) من الطبقة الفقيرة، وليس بمقدورهم إدخال أطفالهم إليها بسبب ارتفاع الأجور الدراسية فيها».
اما الباحثة الاجتماعية بان الجبوري، فقد أكدت أن “العديد من أهالي المناطق الشعبية والقرى والأرياف يرفضون انتظام أطفالهم في المدارس أو لا يسمحون لهم بإكمال دراستهم بعد الابتدائية، من أجل إدخالهم في أعمالٍ لا تناسب سنهم».
واضافت ان “هذه أحد التحديات التي تواجه وزارة التربية، التي تعمل وبحسب الموارد المتاحة لها لإنجاح حملتها”، مقترحة أن “يقوم مجلس الوزراء بتوجيه الوزارات، خاصة النفط والمالية والعمل وغيرها، إضافة إلى البنوك والمصارف بدعم وزارة التربية، من خلال مشاركتها في ترميم وبناء المدارس، لا سيما في المناطق التي تعاني من قلتها أو انعدامها».
وأشارت إلى “ضرورة توعية الأهالي الرافضين لانتظام أطفالهم بأهمية الدراسة والشهادة لمستقبلهم».
ووصف المكتب الإعلامي في وزارة التربية حملة تسجيل الأطفال وإقناع الاهالي بانتظام أولادهم في المدارس بأنها “الأكبر والأوسع” على الاطلاق بعد نزول الفرق الميدانيَّة إلى الأزقة ومنازل الاطفال الذين أكملوا سن السادسة من العمر وشرح أهمية التعليم والتعلم إلى ذويهم، ومدى تأثيره في مستقبل المجتمع والبلد على حد سواء.
ويؤكد كريم عبد الحسن أن “ارتفاع أسعار القرطاسية والملابس والنقل، أثّر بشكلٍ كبيرٍ على دخل عائلته، خاصة أن لديه خمسة أطفال، أصغرهم سيدخل هذا العام المدرسة لأول مرة».
واضاف انه “فكر في اجبار إحدى بناته وأحد أولاده على ترك المدرسة بسبب ارتفاع تكاليف الدراسة، إلا أنه تراجع بعدما شعر بحبهما للدراسة”، بيد أنه دعا “وزارة التربية إلى توزيع القرطاسية مجاناً”.
ومع وجود هذه التحديات وكثرتها، تعمل الحكومة برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على تقليل هذه الضغوط على الطبقة الفقيرة، من خلال إطلاق المنحة الطلابية، إذ إن المبالغ التي ستصرف ستشمل التلاميذ والطلبة من الأسر المدرجة ضمن قانون الرعاية الاجتماعيَّة وبواقع (30) ألف دينار للتلميذ و (50) ألفاً للطالب، بدءاً من العام الدراسي الجديد، فضلاً عن إطلاق حملة لبناء المدارس وتوزيع عشرات الآلاف من الرحلات المدرسية وطباعة ملايين الكتب الجديدة.