أريد الرحمة
أعرف أنَّ رسالتي هذه فيها كلامٌ وتصرفاتٌ لا تليق بكم، فاعذرني دكتور لأنَّي لم أجد غيركم أشكو له حالي.
منذ كنت صغيراً، أحبُّ التعري والظهور للعيان. كنت أتعرّى وأمشي على الشرفة عارياً، لا أعرف لماذا كنت أفعل هذا، فقط كنت أحسُّ إحساساً جميلاً. أشعرُ أنني مصابٌ بالوسواس منذ كان عمري أربع سنوات. ومنذ صغري، كنت أبحث بالانترنت عن صور فتياتٍ صغيراتٍ وأنجذبُ لهنَّ، وما زلت وأنا أقترب من العشرين، وأيضاً لا أعرف لماذا أعجب بهنَّ "بالفطرة" ربما؟
المهم لا تقل لي إنَّه داخلٌ ضمن الوسواس القهري، فصحيح يوسوس المرض لي هذه الأمور وأنزعج، ولكنْ في الواقع المعاش أنا "فعلاً" أنجذب لهنَّ، وعند ممارستي للعادة السريَّة، أفتّش عن صورٍ لهنَّ، علماً أنَّني أرفضُ التعرضَ لتلك البراءة الطاهرة، وأعوذ بالله بأنْ أمارسَ الجنس معهنَّ.
وأنا (مازوشي)، أحبُّ أنْ أعذّبَ نفسي "نفسياً" وليس جسدياً، لأنَّني أحسُّ بأنني أستحق العذاب، وأعرفُ أنَّ هذا يدخلُ ضمن الوسواس القهري. كما أنجذب للمتحولين جنسياً، وأسأل نفسي: هل أنا شاذ؟ علماً أنَّني لا أعتقد ذلك، كما أنَّني مدمن عادة سريَّة ومشاهدة مواقع إباحيَّة.
أكيد راح تسألني عن تاريخ عائلتي المرضي، فأجيبك أنَّه سليمٌ بشكلٍ عامٍ، لكنَّ طفولتي صعبة ومراهقتي صعبة وحاضري أصعب أيضاً، إذ تعرضتُ لتحرشٍ جنسي سطحي بعمر ست سنوات، وكانت حادثة عاديَّة لم تؤثر كثيراً فيَّ (هل لها الآن علاقة بحاضري؟).
منذ الصغر تعرضنا لظلم والدي، والى الآن علاقتي معه (صفر)، فهو يشرب الخمر، وأنا أكره من يشربه، مشكلات أبي مستمرة منذ 25 سنة، وعلاقته مع أمي عراكات جسديَّة، وهذا اضطرني أنْ أمارسَ العادة السريَّة للتخفيف من معاناتي.
وللعلم، أنا فنان، أكتب قصائد، وأتفلسف وأكره الطائفيَّة جداً. منفتحٌ بشكلٍ كبيرٍ وفي الوقت ذاته أصلي وأصوم ولا أعمل المحرمات بشكلٍ عامٍ (ما عدا موضوع العادة السريَّة والمواقع الإباحيَّة). ومع هذا، أنا فاشلٌ في التعامل مع الجنس الآخر، تمام عندي صديقات، ولكنْ كعلاقات حبٍ وإعجاب، أنا فاشلٌ بالبوح وكيفيَّة التعاطي معهن.
والخلاصة يا سيدي: أمراض نفسيَّة + مشكلات حياتيَّة = أريد الرحمة. لماذا أنا؟.
وقولوا لي:
* هل أنا المسؤول عمَّا وصلت إليه؟
* ماذا يمكن فعله لمساعدة نفسي بنفسي؟
* ماذا يمكن لمعالج أو دكتور نفسي أنْ يعالج من مشكلاتي؟ أنتظركم.
* الأخ طالب الاستشارة .
أحلنا رسالتك الى استشاري الطب النفسي الدكتور رياض عبد، وإليك نصَّ إجابته:
"في البداية أودُّ أنْ أثني على صراحتك، كذلك من الواضح أنَّ لديك قدرة غير عاديَّة على فحص ومراجعة وتحليل الذات تفوق ما لدى الأغلبيَّة الساحقة من الناس.
بل من الممكن القول إنَّ قدرتك على سبر أغوار الذات يفوق ما لدى آخرين من هم أضعاف سنك.
لقد طرحت عدداً كبيراً من الأسئلة وأعطيتنا وصفاً لعددٍ كبيرٍ من الأعراض والمشكلات المعقدة ولن أستطيع بردٍ مقتضبٍ أنْ أعطي كل هذه الموضوعات حقها. ولكنْ سأحاول أنْ أوضح بإيجازٍ بعض النقاط المهمة.
أولآً: ممارسة العادة السريَّة أو الاستمناء
هو من الناحية الطبيَّة البحتة لا يسببُ أضراراً جسديَّة إنْ لم تصل الى حالة الإدمان. أما من الناحية النفسيَّة
فقد يكون لها أضرارٌ سرعان ما تزول عندما تتاح للفرد الفرصة لممارسة الجنس بشكلٍ طبيعي. أي أنَّ الاستمناء ليس مرضاً ولا يحتاج لعلاجٍ ولا يسببُ أمراضاً جسديَّة أو نفسيَّة.
ثانياً: إنَّ حالات البارافيليا الجنسيَّة التي ذكرتها كالخروج عارياً الى الأماكن العامَّة أو الانجذاب الجنسي نحو الأطفال، هي حالات معروفة ولكنْ للأسف غير معروفة الأسباب وليس لها علاجاتٌ ناجحة. كذلك فإنَّ الحالتين اللتين ذكرتهما قد تؤديان لمشكلات خطيرة للغاية إذا لم يستطع المصاب السيطرة عليهما بقوة الإرادة.
ثالثاً: ذكرت أنَّك مصابٌ بالوسواس القهري، ولكنْ لم تذكر أياً من أعراض هذا الداء. هناك علاجات جيدة له ولكنْ من الضروري التأكد بأنَّك تعاني منه، ويستوجب الأمر أنْ تستشيرَ اختصاصياً في الأمراض النفسيَّة للتأكد من هذا الموضوع.
رابعاً: الرهاب الاجتماعي مع الجنس الآخر حالة شائعة عند المراهقين والشباب، وعموماً لا تحتاج الى علاجٍ إذا كانت
خفيفة.
تحياتي.. وشكراً لجريدة الصباح والدكتور قاسم على صفحة (حذارِ من اليأس) التي تكون في عيادتي كل خميس.