كشفت لجنة الامن والدفاع النيابية، أمس السبت، عن توصل الاجهزة الأمنية الى هويات 70 بالمئة من منفذي تفجيرات كركوك، مؤكدة اهمية الحفاظ على الإنجازات الامنية في المدينة، وفي حين اتهم محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري، بعض تشكيلات الشرطة المحلية بالتقصير وقت حدوث التفجيرات الأخيرة بالمحافظة، لفت معاون قائد عمليات المقر المتقدم في محافظة كركوك آمر اللواء 16 في الحشد الشعبي نبيل البشيري، إلى أن الأوضاع الأمنية في محافظة كركوك مطمئنة وتحت السيطرة.
وقال رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية، محمد رضا، في مؤتمر عقد في كركوك وحضرته "الصباح": ان لجنته زارت كركوك بأمر من رئيس مجلس النواب واستمعت الى ايجاز مفصل عن التفجيرات التي ضربت المحافظة الخميس الماضي، مبيناً أن اللجنة التقت قائد العمليات والقيادات الامنية للمخابرات والاستخبارات والشرطة.
وأضاف رضا أن اطراف كركوك فيها 500 قرية تحتاج الى الدعم والاعمار من اجل اعادة اهلها وتكثيف العمل للقضاء على الخلايا النائمة التي تتسبب بزعزعة الامن، لافتاً إلى ان امن كركوك مرتبط بأمن محافظة صلاح الدين وايمن الموصل.
ووجه رضا نداء الى القائد العام للقوات المسلحة لبسط الامن في تلك المناطق وكذلك الحدود مع سوريا والطريق الرابط بين مخمور وصولا الى كركوك إذ أن تأمينها يقطع الطريق على الارهابيين، مستدركا ان حدوث خروقات أمنية لا يعني التقليل من قيمة الجهد الذي تبذله القوات الأمنية والتضحيات التي تقدمها.
واوضح رئيس اللجنة انه بحسب القيادات الأمنية في المحافظة توصلوا الى معرفة نحو 70 بالمئة من منفذي العملية الارهابية، منبها على ان امن كركوك لا بد من ان يبتعد عن المناكفات السياسية وعلى الجميع دعم القوات الامنية وضرورة التنسيق بين القوات الامنية ومنها البيشمركة للقضاء على العصابات الارهابية وبسط الأمن.
وتابع رضا ان القوات الامنية لديها معلومات مسبقة عن العملية الارهابية الا ان الحظ لم يحالفها فالارهابيون بدؤوا باستخدام طرق جديدة من بينها قيام أحدهم بالترجل من عجلة ورمي العبوات الناسفة في حاويات الازبال، داعيا الأجهزة الأمنية إلى متابعة جهودها بالاعتماد على الجهد الاستخباري لمنع حصول أي خرق.
وناشد رضا القائد العام للقوات المسلحة بدعم القوات الامنية وتعزيز القطعات قدر الامكان، وتوفير عجلات سونار في منافذ المحافظة، واتمام مشروع المراقبة بالكاميرات المتوقف، مشيراً إلى ان كركوك هي المحافظة الوحيدة التي تعاني من عدم تواجد كاميرات مراقبة.
بدوره، أوضح عضو اللجنة علي الغانمي، في حديث لـ"الصباح" أن اللجنة اطلعت على طبيعة الحادث والصور الاولية للحوادث واثبتت القراءات الاولى ان العملية فيها بصمات لذيول "داعش" الاجرامية، مبينا أن اللجنة ستكتب تقريرها بحسب الوقائع والمعطيات بعيدا عن الاستهداف السياسي.
ولفت الغانمي الى أنه وردت معلومات اولية عن العملية للاجهزة الامنية بتاريخ 28 ايار والعملية حصلت بتاريخ 29 من الشهر نفسه لكن التكتيك الذي اتخذه الارهابيون برمي العبوات الناسفة في مكبات النفايات، باغت الأجهزة الأمنية التي ركزت جهداً على البحث عن عجلات مفخخة.
واكد الغانمي انه بفضل الجهد الاستخباري تم احباط 27 عملية ارهابية، مطالبا الحكومة بزيادة التخصيصات المالية لدعم الجهد الاستخباري من اجل احباط العمليات الارهابية والسيطرة عليها في كركوك والمحافظات العراقية.
من جانبه، بين عضو اللجنة سعد الحلفي ان الخروقات الامنية الاخيرة على مدينة كركوك محاولة للايهام بوجود نفوذ للإرهابيين بعد الانتصارات الكبيرة على الارهاب.
وقال الحلفي، لـ"الصباح": ان الامن النيابية على تواصل مستمر مع قيادة العمليات العسكرية من اجل الوقوف على اخر تطورات الحدث والتوصل الى المجرمين الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم البشعة بحق المواطنين، داعياً إلى تكثيف العمل الاستخباري والحفاظ على النصر المتحقق على الارهاب ومسك زمام الامور واجراء عمليات استباقية لضرب الخلايا النائمة.
وفي السياق نفسه ترأس محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري، بحسب بيان لمكتبه تلقته "الصباح"، "اجتماعا طارئا للجنة الأمنية بالمحافظة بحضور عضوي مجلس النواب ارشد الصالحي وريبوار طه وقائد المقر المتقدم للعمليات المشتركة اللواء الركن قوات خاصة سعد حربية وممثلي القيادات الأمنية والأجهزه الاستخبارية" .
وأضاف البيان أن الجبوري "طمأن مواطني المحافظة وجرى خلال الاجتماع تحليل دقيق للحوادث الإرهابية وتحديد المقصرين بها والاجراءات الأمنية المتخذة قبل وقوعها وبعد الجريمة الارهابية" .
وشدد الجبوري، على أن "دماء مواطني كركوك لن تذهب سدى، وسنصل لمرتكبي هذه الجريمة الإرهابية التي احزنت الجميع، وستتم ايضا محاسبة المقصرين في اداء واجبهم الأمني"، مؤكدا أن "الأجهزة الاستخبارية كانت قد نبهت قبل ايام على وجود نوايا إرهابية قبل وقوع الهجوم الإرهابي، ولكن كان هنالك تقصير وضعف في الأداء الأمني لبعض تشكيلات الشرطة المحلية المتواجدة بمناطق التفجيرات الإرهابية" .
وأوضح الجبوري أن "تكاتف مكونات كركوك وتعاونها مع الأجهزة الأمنية عامل مهم لتحقيق الأمن والاستقرار، وان امن وسلامة مواطني كركوك غير قابل للسجال السياسي، بل علينا جميعا التوجه نحو الأمن والاستقرار والحفاظ على المكاسب التي تحققت لمواطني كركوك".
في غضون ذلك، أعلن معاون قائد عمليات المقر المتقدم في محافظة كركوك آمر اللواء 16 في الحشد الشعبي نبيل البشيري، امس الاول الجمعة، عن التوصل إلى نتائج بشأن منفذي العمليات الإرهابية التي استهدفت المحافظة.
وقال البشيري، في بيان: إن "الأوضاع الأمنية في محافظة كركوك مطمئنة وتحت السيطرة وهناك انتشار للقوات الأمنية"، مبينا أن "الأعمال الإرهابية لم تؤثر في الوضع الأمني".
وأضاف البشيري أن "قواتنا الأمنية وصلت الى نتائج بشأن منفذي العمليات الإرهابية اذ تم تشخيص العجلات التي استخدمت في الهجمات"، مؤكدا أن "القوات الأمنية مستمرة بمتابعة هذه العجلات".