«إل نينو» و «لا نينا» تغيران الطقس في أنحاء العالم

علوم وتكنلوجيا 2024/05/02
...

 سدني: بي بي سي


قال مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي إنَّ مرحلة “إل نينو” من ظاهرة التغير المناخي، التي بدأت في صيف 2023، انتهت الآن.ساعدت الظاهرة في زيادة درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، علاوة على الاحتباس الحراري طويل الأجل الذي تسبب به البشر.


ما هي ظاهرة إل نينو؟

إل نينو جزء من ظاهرة مناخية طبيعية تدعى نينو التذبذب الجنوبي.

وهذه الظاهرة لها حالتان هما: إل نينو ولا نينا، وكلاهما تغيران الطقس العالمي كثيراً. ويمكن التعرف على إل نينو من خلال عددٍ من القياسات المختلفة، ومن بينها:

* درجات حرارة سطحية لماء البحر أسخن من المعتاد في مناطق شرقي المحيط الهادي الاستوائية.

* ضغط جوي فوق المعتاد في داروين، في أستراليا (غربي المحيط الهادي)، وضغط جوي أقل من المعتاد في تاهيتي في بولينيزيا الفرنسية.

وفي ظروف محايدة، تكون المياه السطحية في المحيط الهادي أبرد في الشرق وأسخن في الغرب.

وتهب “الرياح التجارية” من الشرق إلى الغرب، وتعمل حرارة الشمس على تسخين المياه تدريجياً مع تحرك الرياح بهذا الاتجاه.

وخلال ظاهرة إل نينو، تضعف هذه الرياح أو تعكس اتجاهها، ما يرسل المياه السطحية الأسخن باتجاه الشرق بدلاً من الغرب.

أما خلال فترة ظاهرة لا نينا، فإنَّ الرياح الاعتيادية التي تهب من الشرق إلى الغرب تصبح أعتى قوة، ما يدفع المياه الأسخن أكثر باتجاه الغرب. وهذا يتسبب في صعود الماء البارد من أعماق المحيط، وهو ما يعني أنَّ درجات حرارة المياه السطحية تصبح أبرد من المعتاد في منطقة شرقي المحيط الهادي.

ولوحظت الظاهرة للمرة الأولى من قبل صيادي السمك في بيرو في بداية القرن السابع عشر، والذين لاحظوا أنَّ المياه الدافئة يبدو أنها تصل إلى ذروتها بالقرب من الأمريكيتين في كانون الثاني. وقد أطلقوا عليها اسم “إل نينودي نافيداد” وتعني باللغة الإسبانية فتى عيد الميلاد.

كيف تغيران الطقس؟

لا تتشابه الأحداث في ما بينها والعواقب تختلفُ من منطقة لأخرى، لكنَّ العلماء لاحظوا بعض التأثيرات المشتركة:

* ترتفع درجات الحرارة العالمية خلال ظاهرة إل نينو وتنخفض خلال ظاهرة لا نينا.

* وجود ظاهرة إل نينو يعني أن المياه الساخنة تنتشر إلى مساحة أكبر وتبقى قريبة من السطح. وهذا من شأنه أنْ يؤدي إلى إطلاق المزيد من الحرارة في الجو، ما يتسبب بتشكل هواء أكثر رطوبة وسخونة.

لكنَّ التأثيرات الإقليمية أكثر تعقيداً، وبعض الأماكن قد تكون أسخن وأبرد من المتوقع خلال أوقات مختلفة من السنة.

وأسخن سنة في التاريخ الموثق هي 2023 وقد عزز ارتفاع درجات الحرارة فيها ظروف إل نينو، علاوة على التغير المناخي طويل الأجل الناجم عن أفعال البشر، وذلك الاحترار استمر وصولاً إلى العام 2024.خلال الفترة بين 2020 و 2022، شهد العالم فترة طويلة على غير العادة من ظروف ظاهرة لا نينا، والتي ساعدت في منع ارتفاع درجات حرارة العالم.

وكيفية استجابة درجات الحرارة في المملكة المتحدة وأوروبا الغربية لظاهرة إل نينو أمر معقد وغير مؤكد. فهي قد تعني شتاءات أبرد من المعدل، على سبيل المثال، لكن ذلك يعتمد على الطريقة التي ستتبدى بها ظاهرة إل نينو.


التغيرات في معدل سقوط الأمطار

خلال أحداث ظاهرة إل نينو، تدفع المياه الدافئة تيارات الهواء القوية الخاصة بتيار المحيط الهادي النفاث إلى مسافات أبعد في الجنوب والشرق. وهذا يجلب طقساً ماطراً أكثر إلى جنوبي الولايات المتحدة وخليج المكسيك. وتشهد المناطق الاستوائية مثل جنوب شرق آسيا وأستراليا ووسط أفريقيا ظروفاً جوية أكثر جفافاً من المعتاد.

أما في ظل ظاهرة لا نينا ، فإنَّ التأثير يكون عكسياً.

العواصف الاستوائية

تؤثر ظاهرة إل نينو أيضاً على أنماط التقلبات الجوية، وهو ما يعني حدوث عدد أكبر عموماً من العواصف الاستوائية في المناطق الاستوائية من المحيط الهادي، ولكن عدداً أقل في المناطق الاستوائية من المحيط الأطلسي بما في ذلك جنوبي الولايات

المتحدة.

وخلال فترة لا نينا، العكس هو الصحيح.

تؤثر مظاهر الطقس السيئ التي تزداد سوءاً بفعل النينو والنينا في البنية التحتية وعلى الغذاء وأنظمة الطاقة حول العالم.

فعلى سبيل المثال، عندما تصعد كميات أقل من المياه الباردة إلى السطح في المحيط قبالة الساحل الغربي والجنوبي لأمريكا خلال أحداث ظاهرة النينو، تقل كميات العناصر الغذائية الناشئة من أعماق المحيط. وهذا يعني وجود غذاء أقل للكائنات البحرية مثل الحبار وأسماك السلمون، وهو ما يؤدي بالمقابل إلى تقليل المخزون من الثروة السمكية بالنسبة للمجتمعات التي تعتمد على الصيد في أمريكا الجنوبية. في العام 2021، قال علماء المناخ في الأمم المتحدة إنَّ أحداث إل نينو التذبذب الجنوبي التي حدثت منذ 1950 هي أقوى من الأحداث المسجلة بين 1850 و 1950. وتشير بعض النماذج المناخية إلى أنَّ أحداث إل نينو ستصبح أكثر تكراراً وقوة بسبب الاحتباس الحراري- وهو ما سيرفع من درجات الحرارة بصورة أكبر- لكن هذا الأمر غير مؤكد.