بغداد: نوارة محمد
الحرف التقليدية التي عُرف بصناعتها الشباب الجديد تثير اهتمام كثيرين وباتت تنافس صناعات عالميَّة وهي تمتاز بالطابع الفولكلوري، هذه الأعمال اليدويَّة غزت السوق، وصارت لها بصمتها الخاصة وزبائنها الباحثون عنها، وأصبح صُنّاع هذه المهن يمارسون مهنتهم بمشاريع خاصة، ويُروّجون لها إلكترونيا وعلى أرض الواقع، ويشاركون بالمهرجانات ببازاراتهم الخاصة.
تقول بسمة بسام إنّ "صناعة السجاد المطرز وحقائب اليد المشغولة يدويا وقطع الحلي والاكسسوارات اصبحت رائجة، وصار الجميع يبحث عن هذه القطع التي تتميز بأنها تحمل تفاصيل خاصة ودقيقة تعجز المصانع التي تنتج القطع بالمكائن الضخمة عن توفيرها".
وتضيف: صار لكل منا بصمته الخاصة، وبدأ الترويج لمثل هذه الصناعات على منصات التواصل الاجتماعي مهنة جديدة تمارسها الفتيات اللواتي عجزن عن الحصول على فرصة عمل، وهذه المشاريع التي بدأت صغيرة أصبحت تّدر دخولاً جيدة ومردودها المالي لا يستهان به، لا سيما أن العالم الالكتروني ساعد على انتشارها، وشركات التوصيل مارست دورا آخر في نجاحها، الأمر الذي جعل هذه المهن تلاقي انتشاراً واسعا.
أما أمين الحسن فيقول إن "قيمة هذه المنتجات بالرمزية التي تحملها ودلالاتها بأنها سلع فريدة من نوعها، هذا التوجه الواضح نحو استهلاك هذا النوع من المنتجات بدا واضحا، حتى أن أغلب الزبائن أصبحوا يفضلون تبادل الهدايا المصنوعة يدويا مثل أكسسوار يحمل اسما أو صورة محفورة على قطعة خشب او مجسمات من الشمع، ولربما حقيبة مُطرزة، ومسابح، كل هذه الانشطة تستقطب جمهورا
لا يستهان به."
ويعزو علاء مجيد، وهو صاحب أحد محال الأنتيكات في مول تجاري كبير وسط العاصمة بغداد، تزايد الإقبال إلى ظهور طبقة مترفة في عراق ما بعد 2003 تبحث عن كل ما هو جديد، بالإضافة إلى تزايد الوفود السياحية الذين يفضلون اقتناء هدايا تحمل عبق الشرق الذي يبهِر الغربيين.
ومن جانبه، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور ميثم العيبي إن "الصناعات اليدوية تساهم في تعزيز التنمية المحلية وتنمية الاقتصاد المحلي، وتدعم السياحة الوطنية، يحدث ذلك من خلال ممارسة هذه المهن بشكل أكبر وتخصيص جهود أعلى لدعم الحرفيين والمنتجين المحليين، ومنح قروض مالية لدعم المشاريع الناشئة
الصغيرة". ويتابع: ولأن العراق اليوم يعد واحدا من الدول الاستهلاكية بالدرجة الأولى، فقد أصبح من الضروري جداً أن يلتفت ويدعم المشاريع الصغيرة أو المشاريع الناشئة وبخاصة الصناعات اليدوية والحرفية، موضحا أن " الصناعات اليدوية تجسد بصمة المجتمعات وثقافتها، وتمارس دورا مهما في عملية الحفاظ على الفولكلور والتراث الذي يميز
البلاد."
أما نور درويش التي تبيع الحقائب بصناعة يدوي في شارع المتنبي تقول إن: هذه المشاريع قد لا تفتح باب الثراء الفاحش ولكنها تشجع على الابداع والابتكار وتحفز النساء الاخريات على المشاركة وعرض ابداعاتهن الشخصية، كما ويساعد على تقبل مجتمعاتنا الذكورية بامتياز لفكرة ابداع المرأة وتميزها، خصوصًا أن السنوات الاخيرة كانت مليئة بترندات على شاكلة "مكانك المطبخ" لكن النساء وقفن بثبات وأثبتن أنهن قادرات على التميز في شتى المجالات.
في المقابل تقول أنمار وحيد: تعلمت الخياطة والتطريز منذ طفولتي، الأمر الذي جعلني أستمر في هذه الصنعة، التي أعدها اليوم مصدر دخلي الذي اعتاش عليه، حين بدأت نقش الأسماء على الجلود وجعلني ذلك أدخل في سوق عمل الحرف اليدوية، حتى افتتحت مشروعي الخاص في سوق المتنبي مؤخراً، وميل الذوق العام لهذه المنتجات جعلني أشارك بالمهرجانات، وافتتح بازاري الخاص والشخصي للترويج لبضاعتي مثلما تفعل كثيرات من بنات جيلي.