بغداد : نوارة محمد
يُوصف الجيل الجديد الذي ولد ما بين عامي 1990 - 2003 بأنّه رقيق وذو بُنية ضعيفة ويُنظر إليه دوماً على أنه أضعف من الأجيال التي سبقته، وهو أقل قدرة على تحمل المشقة مثلما عُرف من هُم أكبر سناً.
والاعتقاد السائد بأنَّ شباب الأجيال السابقة أقوى من شباب اليوم، لكن في الحقيقة غالباً ما يعاني هذا الجيل من مشكلات صحيّة ونفسيّة، فما سبب ذلك؟
تقول الدكتورة نهلة النداوي، وهي أخصائية الطب النفسي إن "الأمر برمتهِ مرتبط بالانفعالات والتحديات والضغوطات النفسيّة التي تعيشها الأجيال بمختلفها لكن الجيل الجديد عاش في مرحلة بلوغه حروباً دوليّة ومراهقتهُ حرباً طائفيّة وقتال شوارع".
وتتابع النداوي: هم أيضا كبروا ووجدوا أنفسهم أمام تغيير كبير وهائل في الحياة وسرعتها، سرعان ما اجتاحت التكنولوجيا الحياة بكل مفاصلها.
وبحسب النداوي: هذه التعقيدات والضغط الدائم الذي تبثه هذه المواقع الموجودة بشكل مباشر على الهواتف الذكيَّة التي يتم استخدامها بوقت مبكر من أعمارهم يمارسان دوراً لا يستهان به، وهي أسباب أثرت بشكل كبير على الصحة البدنية والنفسية، وأثرها يبدو واضحاً من ضعف البُنية الجسديّة التي يوصف بها شُبان الجيل الجديد.
وتؤكد: حين نتحدث عن الصحة الجسديّة فيجب أن نضع بعين الاعتبار السلامة النفسيّة، الأجيال السابقة عاشت مأساة أخرى لكنهم ربما لم يكونوا مثقلين بالتحديات التي يعيشها جيل ما بعد الألفيّة.
من جهته، يقول الباحث الاجتماعي الدكتور خالد حنتوش: في الواقع إن كل جيل ينظر الى الأجيال التي جاءت بعده بنظرة ازدراء، ويعده أقل خبره وهذه طبيعة بشريَّة وفي الحقيقة إنَّ كلَّ جيل جديد يجلب معه تحدياته وسلوكياته وأولوياته، تبرر طريقة عيشه الناتج عن التغيير الاجتماعي الإنساني بغض النظر عن الفترات التي تمر بها.
ويظن حنتوش أنَّ الجيل الجديد الذي عُرف بالجيل "الحساس" هو ذكي - على العكس - مما هو شائع، بل هم على قدر عالٍ من الكفاءة والمسؤوليّة، الشباب اليوم يثبت بجدارة أنّه جيل قادر على مواجهة مسؤولياته.
ويتابع: والجدير بالذكر أن التقدم التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في خلق فجوة، هذه الفجوة الرقميَّة شكلت فارقاً كبيراً ومتسارعاً بين جيل يعيش في العالم الرقمي والتقنيات الحديثة، وجيل تقليدي ما زال ينظر إلى هذا التغيير بحذر وريبة.
في المقابل، فإنّ الدراسات الحديثة أظهرت أن الخبراء أطلقوا على الجيل الجديد بـ "الجيل الحسّاس" لأنّهم اهتموا بشكل كبير بالقضايا الاجتماعية والبيئية والصحية والإنسانية، وأنّهم يفضلون حالة العزلة حيث يختار العديد من الشباب حلقة صغيرة تضم بعض الأصدقاء الذين لا يختلفون معهم في التفكير، والآراء ووجهات النظر وينصب أغلب نشاطهم الاجتماعي افتراضيا عبر الإنترنت، وفقاً لخبراء الصحة العقليّة كما أوردت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير صدر لها مؤخراً.
في المقابل يؤكد الدكتور أحمد عزيز سامي اخصائي التغذية أن "سوء التغذية يؤثر في جيل كامل وهو يشكل خطراً بسبب نقص المعادن والفيتامينات والبروتينات المهمة للصحة الجسديّة".
ويرى سامي أن انعدام الأمن الغذائي كان نتيجة الاقبال المتزايد على الأغذية المصنعة والمنتجات الجاهزة، وميل الأجيال الجديد بشكل كبير على الوجبات السريعة وهي ذات سعرات حراريَّة عالية غير مغذية وغير صحيَّة.
وأوضح أنَّ "من الأعراض العامة لسوء التغذية
هي الشعور المستمر بالتعب والإرهاق وتراجع القدرة على بذل المجهود وضعف التركيز والصداع
والدوار".