حمزة مصطفى
أصبحت أغلاط الرئيس الأميركي جو بايدن مادة يومية هي الأكثر سخرية في نشرات الأخبار في العالم، تتداولها على مدار الساعة وبلا رحمة كل الفضائيات والصحف والوكالات ووسائل الميديا ووسائط الميديا. بريقها الخبري لا يزال يشكل مادة دسمة، بل تزاد سخونة كلما اقترب السباق الانتخابي من نهاياته. فالملاحظ إنه كلما اقترب السباق الإنتخابي تزداد هفوات وأغلاط، بل و»جفصات» بايدن أمام أنظار العالم إن كان في المناظرة مع خصمه «الشلولو» دونالد ترمب أو في قمة حلف شمال الأطلسي. أداؤه مع ترمب في المناظرة الشهيرة، هي التي بدأت تثير الأسئلة داخل الحزب الديمقراطي قبل غيره بشأن أهليته في الحكم أو على مستوى العالم الذي ينتظر دائما الدخان الأبيض من البيت الأبيض في كل شؤون العالم وشجونه.
ترمب بات يرقص بـ «جفية» لأخطاء خصمه التي غطت على فضائحه هو الجنائية والأخلاقية، التي زادت على الثلاثين قضية مع أن تلك الفضائح قبل «جفصات» بايدن كانت هي الخبر الفضائحي الأول على صعيد نشرات الأخبار في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي. لكن الذي حصل إنه في الوقت الذي بات زعماء كبار في الحزب الديمقراطي بمن فيهم الرئيسة السابقة للكونغرس نانسي بيلوسي أو ممثل بارز مثل جورج كلوني أحد أهم جامعي التبرعات، يضغطون من أجل تنحي بايدن وترك مواصلة السباق، فإن أداء بايدن المثير لكل أنواع السخرية بات يعمل لصالح ترمب تماما. والإ ماذا يمكن أن نفسر تقديم بايدن في القمة الأطلسية للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي على أنه الرئيس بوتين، أو تقديم نائبته كمالا هاريس على إنها ترمب.
النجدة لبايدن وقد تكون نجدة مؤقتة جاءت من رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمير، الذي أكد أنه خلال اجتماعه ببايدن، الذي زاد على الساعة كان بايدن ممتازا وحاضر الذهن، وهو ما يمكن أن يعطيه فسحة أمل حتى ولو على مستوى قشة يتمسك بها في صراعه مع خصم عنيد لا يرحم. لكن في حال وقع في هفوة هفوتين خلال الأيام القادمة يجعل من هذه القشة التي يتمسك بها هي التي تقصم ظهر البعير، التي بدأت تكثر سكاكينه كلما كثرت قائمة الأخطاء التي تنتظرها العواجل التي لا ترحم. فبصرف النظر إن كان بايدن «ينطيها» أو «ماينطيها» حسب توصيفنا فإن قواعد اللعبة الديمقراطية في الولايات المتحدة لم تعد تعمل لصالحه، بالرغم من الانشطار الداخلي الذي يعيشه الديمقراطيون الآن في وقت حرج. ربما يسال أحد ما علاقة العنوان «بايدن وباجة ابن طوبان» بالمتن؟ ما أريد قوله هنا أن ارتكاب الناس أخطاء أو هفوات لا يرتبط بالضرورة بالعمر أو نتيجة زهايمر أو ما شاكل ذلك. بل هناك الكثير من الناس يقلبون الكلمات والعبارات رأسا على عقب في مواقف تجعلك تقع على قفاك من الضحك. كان أحد أخوالي رحمهم الله من هذا النوع حتى إننا عائلته نحتفظ له بسجل حافل من الأغلاط. وللمقارنة بين خالي «كريم» الله يرحمه وبين الرئيس بايدن أذكر الواقعة التالية.. ذات يوم عاد خالي إلى بيته في أطراف بغداد حيث يسكن وحين سالوه إن كان يريد تناول الغداء قال مزهوا فخورا.. اليوم تغديت بمطعم «طوبة ابن باجان». يقصد طبعا.. باجة ابن طوبان.