يعقوب يوسف جبر
يشكل الأمن حاجة اساسية في حياة الانسان، اذ لا يمكن ان يستغني عنه، فبتوافره يحصل الانسان على استقراره ورفاهيته، وتركز وتهتم الدول بالأمن وتخصص له الامكانيات اللوجستية، كما أنها ترصد له التخصيصات المالية اللازمة.
إضافة إلى تدريس قواعده في معاهد التطوير الامني بهدف تأهيل ضباط امن أو موظفين للقيام بمسؤوليات امنية معقدة.
لكن هل يحقق الامن التقليدي الغايات الامنية المتكاملة؟ مع تطور وسائل الاتصال تمس الحاجة إلى تأسيس منظومة أمنية ذكية متكاملة تراقب وترصد النشاطات الاجتماعية في مختلف المجالات.
حيث تتكون من أجهزة مراقبة ورصد كالكاميرات وأجهزة التنصت، اضافة إلى نشر رجال أمن سريين في المناطق كافة، مضافا إلى ذلك اشاعة الوعي الامني بين المواطنين وإقامة ورش امنية لتدريب المواطنين على كيفية مراقبة محيطهم ومراقبة المجرمين وكيفية اخبار السلطات المختصة
عنهم.
كما من الممكن تزويد كل المنازل بكاميرات مراقبة وربطها بشبكة مركزية، ليتسنى لجهة المراقبة مراقبة النشاطات المشبوهة، وحصرها لكي تتمكن الجهات المعنية من القاء القبض على المجرمين وردع سواهم وعدم السماح لهم بتهديد امن المجتمع.
والغاية من ذلك حماية ارواح المواطنين وأموالهم وتحقيق الاستقرار والطمأنينة.
كما لا يمكن الاستغناء عن اقامة ورش التوعية والتربية الامنية لبيان أهمية الأمن والحث على التعاون بين الجميع لإدامته.
من جانب آخر تلعب تكنولوجيا المعلومات دورا اساسيا في تطوير منظومة الامن الذكية. فبواسطتها يتم جمع المعلومات الامنية ثم تحليلها والخروج بنتائح مهمة ومؤثرة يمكن توظيفها في إرساء الامن.
كجمع المعلومات عن عصابات السرقة والقتل والخطف والاتجار بالمواد المخدرة ثم تحليلها بهدف تنفيذ خطط القاء القبض على افرادها.
ومن المهم ايضا تكريس الامن الذكي في مراقبة وزارات ودوائر الدولة لتحديد الموظفين الفاسدين ومن ثم احالتهم إلى القضاء.
اضافة إلى ذلك من الضروري مراقبة مشاريع الاعمار والبناء لتقصي الحقائق، فهنالك مشاريع
رصدت لها تخصيصات مالية هائلة في حين انها تحتاج إلى تخصيصات ضئيلة. وهنالك مشاريع انجزت بصورة فاشلة.
إن تفعيل النظام الامني الذكي سيساهم بصورة فاعلة في الإجهاز على الفساد وتحقيق اهداف امنية تنعكس ايجابيا على كافة المجالات.