باي باي بايدن

آراء 2024/07/22
...

عبد الله حميد العتابي

كانت المناظرة الرئاسية المتلفزة بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، والتي استضافتها السي أن أن في اتلاتنتا في 27 حزيران الماضي.
قد دقت جرس الخطر لدى الحزب الديمقراطي، وعلى حد وصف صحفي امريكي من أصول عراقية:» بايدن بالكاد يستطيع التكلم، وإن تكلم فصوته ضعيف ومبحوح ويتأتأ وبخطأ كالعادة، وعندما يصمت وينظر إلى ترامب تخال انه تمثال من الشمع أو شخصية كارتونية، في حين كان ترامب كالعادة ماكنة انتاج وإخراج أكاذيب لا مثيل لها، كل كلمة تخرج من فمه كذب، لكنه في الوقت نفسه مسل».
والواضح للمتابع أن ترامب قد فاز في هذه المناظرة ليس لأنه افضل من بايدن، بل لأن بايدن ظهر وكأنه جثة ناطقة.
 كان من نتائج هذا الأداء الكارثي في المناظرة لبايدن وتردي حالته الذهنية والعقلية، دفع العديد من زعامات الحزب الديمقراطي إلى دعوة الرئيس للتنحي عن الترشيح، لا سيما بعد أن أشارت التقارير إلى تجميد المانحين نحو 90 مليون دولار لحملة المرشح الديمقراطي، طالما بقي بايدن في
السباق.
وكانت مخاوف الرئيس السابق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي [ وهما من اكبر داعمي بايدن] جلية من حقيقة صعوبة هزيمة ترامب من قبل الرئيس بايدن.
وكان عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت السناتور بيتر ولسن، أول من دعا في مقال صحفي الرئيس بايدن بالانسحاب قائلا:» من أجل مصلحة البلاد أدعو الرئيس بايدن إلى الانسحاب من السباق».
والواقع أن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي السناتور تشاك سومر دعا بايدن للتنحي عن السباق الرئاسي، حين زار الرئيس في منزله في شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير على ذمة جريدة الواشنطن بوست، في حين ابلغ زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي النائب حكيم جيفريز في اجتماع جمعه مع الرئيس بايدن، بأن بقاءه في حلبة السباق الرئاسي، قد يسهم في احتلال الجمهوريين الأغلبية في مجلسي الشيوخ
والنواب.
والواضح أن مخاوف نانسي بيلوسي التي تحدثت مع بايدن هاتفيا، وطلبت منه التنحي عن الترشيح، خوفا من خسارة متوقعة تشير لها استطلاعات الرأي
الأمريكية.
وعلى أية حال فقد وصل عدد أعضاء مجلس النواب الأمريكي من الحزب الديمقراطي إلى 19 نائبا، طالبوا الرئيس بالعدول عن ترشيحه.
وفي سياق آخر فان الهفوات التي يرتكبها الرئيس جو بايدن قد امتدت لتشمل حتى نائبته كامالا هاريس، التي قدمها على أنها منافسه الجمهوري ترامب بعد ساعات من تقديم نظيره الالكتروني زيلنسكي على أنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الامر الذي وسع دائرة الديمقراطيين الذين يطالبونه بالانسحاب من السباق الرئاسي، بسبب مخاوف بشأن صحته الذهنية.
ولنا أن نتساءل هل ستشهد الأيام القادمة انسحاب بايدن تحت ضغوط حزبه؟، هذا ما أتوقعه.