علي حنون
أصبحنا ولعديد الأسباب، التي لسنا في معرض الخوض في تفاصيلها، على يقين بأن المدرب الوطني لم يعد حاضراً في حسابات أغلب أندية دوري النجوم، وربما يكون لتوجه اتحاد اللعبة بالاعتماد على المدرسة الإسبانية في تدريب الوطني والتوجه لاحقاً لشمول بقية المنتخبات بالوجوه الإسبانية، ربما ألقى بظلاله على خيارات الأندية، وهذا الأمر لاشك أنه سَيُصيب - عاجلاً أو آجلاً – المُدرب المحلي بسهام الإحباط ومن ثم الركون إلى قرار الابتعاد وهذه حال لا يتمناها أغلبنا لطالما تواجدت بين مدربينا وجوه تستحق الالتفات لقدراتها، خاصة إذا ما أنعشنا الذاكرة باستعادة بعض المشاهد، التي كان بطلها المدرب الوطني وفي مُستهلّها تلك، التي رافقت حضور منتخباتنا في أولمبياد أثينا (المركز الرابع) وأيضاً النتائج التي طالها منتخبنا الشبابي في معترك آسيا ومنافسات مونديال تركيا حيث يتبين أنه كانت لمُدربينا الكلمة الفصل فيها، عبر تتويج أفكارهم بقيادة فرقنا الوطنية لتحقيق النتائج الإيجابية. والسطور، التي تقدمت تأتينا برأي نُجزم أن أغلب النقاد والمُتابعين المعنيين بشؤون الكرة الوطنية يلتقون معنا عند حدوده، وهو يُفيد بضرورة سير من بيدهم التخطيط والتنفيذ الخاصة بكرتنا على سبيل الالتفات إلى الكوادر التدريبية العراقية، التي بقيّت تُقدّم الكثير دون أن تنال الاستحقاق، الذي يُوازي جهودها وهو أمر سَيُضفي على خطوات اتحاد الكرة المُتعلقة بإيجاد أرضية رعاية وتعاطي جديدين مع المدربين الوطنيين، حلقات غاية في الأهمية، ذلك أن المدرب يعكس رقماً مهماً في رصيد حساب تطور الكرة الوطنية، ويُمثل عنصراً مهماً إذا تمكنّا من توفير أسباب نجاحه سنكون حينها ساهمنا بصورة واضحة الملامح والأبعاد في تعبيد طريق العطاء الناجح لمُنتخباتنا وأسسنا محوراً لقاعدة تحتضن كوادر وطنية تكون عماداً لمُستقبل واعد.
وكما أن بعض المُدربين المحليين أخفقوا في محطات، فإن وجوهاً تدريبية أجنبية هي أيضاً أخفق بعضها في اختبار التواجد مع منتخباتنا في عينة من المحطات الدولية نظير عديد الأسباب لعل أبرزها الإخفاق في اختيار الوجوه، وكذلك انعدام المباريات التجريبية النوعية مع (إفراط) في التفاؤل رغم أن الحواجز، التي ظلت تُرافق أسرة منتخبنا بأسمائه المُتغيّرة بقيّت قاسماً حاضراً باستمرار.. إننا هنا لا ننشد الإساءة إلى صورة المدرب الأجنبي، والدليل دعمنا المُستدام للإسباني كاساس، الذي بلغنا معه مرحلة التصفيات الحاسمة لمونديال 2026 وهي بالمُجمل تعكس رؤية الاتحاد الصائبة في حيثيات كثيرة بهذا الملف، لكننا في ذات الوقت لا نُريد للمدرب الوطني أن يُقتلّع من جذوره وأن يعمل الاتحاد العراقي لكرة القدم على إعادة الثقة به وأن تُشاطره الأمر بعض أندية دوري النجوم والمُسابقة المُمتازة أو أن يكون له تواجد مع الوجوه التدريبية الأجنبية. استناداً إلى ما أَتينا عليه، فإننا نتطلع إلى فلسفة جديدة للاتحاد يعتمد فيها على السعي للخوض بالحلول الجذرية لتكامل تصحيح مسار كرتنا الوطنية ومنها تقديم الرعاية لكوادرنا التدريبية والركون إلى تأسيس أكاديمية للتدريب تحتضن المدربين الوطنيين والعمل على إبرام مُذكرات تفاهم من أكاديميات مُماثلة في الدول المتقدمة كرويا تقضي بنودها إدخال وجوهنا التدريبية في معايشات خاصة لتطوير الإمكانيات والوقوف على المُستجدات في عالم التدريب وبذلك نكون خططنا لمُستقبل واعد لمدربينا ليكونوا شركاء نجاح مع المدربين الأجانب في المهام الوطنية والمحلية وساهمنا كذلك في بناء صرح تدريبي نختزل فيه الوقت والجهد وأيضاً المال ومَنحنا الفرص المُستحقة لمن تتجلى فيهم من المدربين خصال التفوق والإجادة.