على مدار عقد من الزمن هيمنت المشاكل الدفاعية على أداء المنتخب الوطني في مناسبات عديدة وقد ظهرت جلياً خلال تصفيات كأس العالم، بل تكاد ان تكون نواقص خططية شاخصة وبحاجة الى معالجة لحالات تكتيكية عديدة، وهنا يجب التوقف والإشارة اليها، وعندما نقول الهفوات الدفاعية فاننا نقصد بشقيه الجماعي الذي يشترك فيه جميع لاعبي الفريق لتكوين الزيادة العددية في الخلف اي من حيث التنظيم والواجبات وتحشيد اقصى حد ممكن من الاستجابات البدنية والذهنية لحظة التعامل مع الكرات المرتدة، او الدفاع الفردي الذي يتعلق بتكنيك اللاعب وسرعة توقعه في الحل والقطع ولحظة اتخاذ القرار وحالات مهاجم ضد مدافع او مهاجم ضد مدافعين، ومن خلال بحثنا في المباريات السابقة لأسود الرافدين خلال الفترات التي درب فيها زيكو وحكيم شاكر و بيتروفيتش واكرم سلمان ويحيى علوان وراضي شنيشل وباسم قاسم وأخيرا كاتانيتش أتضح لنا ان سبب تلك المعضلة المستمرة هو التأسيس الخاطئ للكثير من اللاعبين الذين لم تكتمل لديهم المهارات الأساسية في الدفاع بالإضافة الى الحل الذهني او الرؤية التخيلية عند اتخاذ القرار الذي يسعف اللاعب في توقع الحالة لمسار الكرة، وان هذا الامر سيقودنا للحديث مرة ثانية وثالثة ورابعة التوقف عند ثلاثة مبادئ اساسية: المبدأ الاول، ردة فعل الفريق بعد فقدان الكرة في مختلف ارجاء الملعب وكيفية التحضير الذهني للتصرف والمعالجة من حيث سرعة قطع الكرة وتطوير حالة الضغط.
اما المبدأ الثاني فيتعلق بالتغطية الدفاعية المصاحبة لحالات قطع مسار الكرة او إيقاف مرور حامل الكرة من الفريق المنافس.
المبدأ الثالث يتمحور في تكوين البلوك الدفاعي والحفاظ على الكتلة الدفاعية المتحركة بانسيابية عالية باتجاه الكرة والتي تؤمن الحل الأخير للمبدأين أعلاه ومن ثم قدرة المدافعين على حسم حالات 1VS1 الدفاعية لحظة التخطي او الرقابة والملازمة الفردية في الركلات الثابتة وتفعيل دفاع المراكز وتقوية الاسناد المتبادل في الثلث الدفاعي او في منتصف الملعب والتعويض من الخلف او من الأمام وتطوير حالة التغطية العكسية الدفاعية وتقليل المساحات . ولعل من ابرز الامور المشخصة على الخط الخلفي لمنتخبنا خلال الحقبة الماضية التي مازالت تتكرر لغاية ودية العراق وتونس الأخيرة هي:
- ضعف التعامل مع التسديدات خارج منطقة الجزاء من حيث المراقبة وقطع مسار التسديد او التغطية.
- مشاكل المدافعين والحارس مع الكرات الساقطة في المنطقة المحصورة بين الـ 6 ياردات و نقطة الجزاء أي تطبيق مبدأ الدفاع عن الهدف وحماية المساحة المحصورة بين خط الهدف وخط الست ياردات التي يشترك فيها كل من حامي المرمى والمدافعين الذين يقومون بتطبيق مبدأ دفاع المراكز او المنطقة ويتوزعون حسب اتجاه الكرة. - التنظيم الدفاعي السيئ دفاع عن منطقة الهدف (المراكز) او دفاع المراقبة الفردية المشترك بين بقية اللاعبين للحد من تحركات المنافسين في ركلات الزاوية. - ضعف أدوار لاعبي الارتكاز في تأمين العمق الدفاعي في الخلف لاسيما التعامل مع الكرة الثانية ـ الكرات البينية – التمريرات المفتاحية – اللعب بين الخطوط – الانفرادات والتي ترتبط بـأدوار المعترضين والقاطعين في حال المرتدات او الانتقال السريع لأنهم هم الحل بواسطة قدرتهم في افتكاك الكرة والصراعات
الثنائية.
- سهولة خسارة المساحة بشكل سريع التي تحتاج في بعض الأحيان الى تطبيق مبدأ التأني قبل التدخل واخذ القرار.
- طريق قيادة المنافس او حامل الكرة إلى مناطق بعيدة او حرمانه من سرعة التمرير انتهاء بالضغط ومهاجمة الكرة بعد فقدانها او بما تسمى ردة الفعل تجاه فقدان الكرة بغية استرداد الكرة سريعا ومهاجمة كرة المنافس في منطقة
فقدانه.
- الاهتمام اكثر بمسألة حرمان الفريق المقابل من التمرير الجداري والإفادة من الزيادة العددية عبر توسيع مساحة الضغط و التأني لحظة القطع وهذه من واجبات الظهيرين ولاعبي الوسط في التعويض وعمل الموازنة من الخلف بالإضافة الى قدرتهم مع اشباه الوسط على عمل التغطية العكسية للكرات المرسلة الى الجهة الاخرى والقدرة على التغطية في العمق بشكل
مستمر .