منتخبنا قدم أداءً جيداً وتدوير الكرة اتسم بالبطء

الرياضة 2019/08/03
...

تحليل /علي النعيمي
أنهى منتخبنا الوطني بكرة القدم اختباره الثاني ضمن بطولة غرب اسيا بعد فوزه المستحق على نظيره الفلسطيني بهدفين مقابل هدف وكانت فرصة حقيقية امام الجهاز التدريبي لاختبار العديد من اللاعبين وتوظيفهم في مراكز لعب أخرى، على غرار تجربة الظهير الأيمن علاء مهاوي الذي حل بديلا عن المصاب ضرغام إسماعيل في جهة اليسار وهو مركز لم يألفه سابقا، فيما تألق الظهير الأيمن مصطفى محمد مدافع منتخبنا الأولمبي في تدعيم الواجب الدفاعي ومنع تحركات ومراقبة اخطر لاعبي المنتخب الفلسطيني عدي دباغ او محمد يمن او محمد بلح.
لكن العلامة البارزة لهذا اللقاء هي عودة النجم حسين علي إلى أدائه اللافت في التحرك واللامركزية في تفعيل الهجمات عند طرفي الملعب وكذلك الثقة الكبيرة التي ميزت أداء اللاعب إبراهيم بايش الذي ابدع هو الآخر في تغيير الاماكن والتمركز في مناطق خطرة بين الدفاعات الفلسطينية وبحق سيكون إضافة قوية الى هجوم الوطني في التصفيات المونديالية ، اما بشأن أداء اللاعب محمد قاسم فقد طبق العديد من الأدوار الدفاعية الساندة في جهة اليمين لاسيما بعد خروج همام طارق لكنه بحاجة الى العديد من المباريات مع المنتخب كي يتقن جيدا واجباته الخططية في الهجوم وتوزيع الكرات المفتاحية او البينية الى المهاجمين وذات الكلام يقال عن مازن فياض ... الفوز الذي حققه منتخبنا يدعونا أيضا الى تسجيل بعض الملاحظات التي ظهرت على الأداء خلال شوطي اللقاء.
 
المبالغة في التدوير الكرات
على الورق دخل كاتانيتش معتمدا على نظام لعبه المعهود 4-1-4-1 رباعي دفاع مؤلف من مصطفى محمد، احمد إبراهيم ، سعد ناطق ،علاء مهاوي في الوسط صفاء هادي امامه الرباعي همام طارق ، محمد قاسم ، ابراهم بايش ، حسين علي وفي الامام المهاجم مهند عبد الرحيم لكن بسبب تراجع المنتخب الفلسطيني وتطبيقه لدفاع المنطقة المنخفض في ملعبه واللجوء الى ستراتيجية دفاعية مشددة بعد تسجيله هدفه الاول من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية والاعتماد على الكرة المرتدة، منحت هذه الطريقة، منتخبنا الحرية في الاستحواذ الفعلي على الكرة عبر الانتشار واستغلال طرفي الملعب لكن السلبية التي طغت على الأداء هي المبالغة في تحضير الهجمات وتدوير الكرة برتم بطيء وعدم فعالية واضحة للظهيرين في الربط رغم وصولهما الى مناطق قريبة من جزاء الحارس الفلسطيني اذ كان المنتخب الشقيق يدافع باحد عشر لاعباً وحاول بنجاح غلق المساحات امام لاعبينا.
 
 تفعيل اللعب بين الخطوط
 الملاحظة الأخرى التي برزت بوضوح أيضا هي عدم استغلال الفراغ بين خطوط اللعب فعلى الرغم من التمركز الجيد للاعبين محمد قاسم – همام طارق- حسين علي ـ إبراهيم بايش -وحتى صفاء هادي في الكثير من الأحيان بين خط اللعب لكن هذا التموضع  لم يكن فعالا لتطوير الهجمة الذي يتطلب السرعة في الحل وتفعيل الهجمة الى الامام لخلخلة تمركز المدافعين الفلسطينيين واجبارهم على القطع او التقدم وترك الفراغ، لا ان يتم ارجاع الكرة الى الخلف وبالتالي يصبح تدوير الكرات بلا فاعلية هجومية منتجة، بعبارة اخرى ان قيمة التمركز في الفراغات بين التحصينات الدفاعية وفعاليته يتضحان من خلال التصرف الصحيح والقرار المثالي و قدرة اللاعبين على تطبيق الحل الفردي السريع او استخدام المهارة المطلوبة اما بالمراوغة او التمرير القصير الى المهاجم مهند عبد الرحيم او لاعبي الطرف الظهيرين مصطفى محمد وعلاء مهاوي.
 
قدم مهاوي
على الرغم من اجادته في مركزه الجديد وتأمين جهة اليسار من أي هجمة فلسطينية باستثناء حالة واحدة تأخر فيها في العودة والتغطية لكن علاء مهاوي كان جيدا في هذه المباراة وفي قمة تركيزه، وسلبيته هي عدم قدرته على اللعب بالقدم اليسرى ما أثر في جودة مناولته ودقة التمرير وكان يميل الى تحويل جهة الكرة الى قدمه اليمنى بشكل تلقائي في المراوغة كونه اعتاد عليها وبالتالي لم يكن قادراً على الدخول والتقدم كثيراً في طرف الدفاع الفلسطيني وعكس الكروسات الى العمود القريب او البعيد بسبب صعوبة استخدام قدمه اليسرى وذات الكلام يقال عن تفاديه عمل الاوفر لاب وبدلا من ذلك كان يفضل الاوندر لاب بالدخول الى العمق وليس الى الطرف .
 
تبديلات موفقة
في الشوط الثاني استمر الفريق الفلسطيني في ستراتيجيته الدفاعية وتكوين كتلة متراصة على بعد 30م على مرمى الفدائي ما اضطر كاتانيتش الى عمل بعض التبديلات وكانت موفقة واسهمت بتعزيز القوة الهجومية واستخدام الحل الفردي بعد ان أدرك المدرب عدم فاعلية الحيازة والاستحواذ وتدويرها في جهتي الملعب وقد برزت موهبة  حسين علي وإبراهيم بايش ومازن فياض الذي حل بديلا لهمام طارق واستطاعوا ان يحدثوا الكثير من الحالات الهجومية في طرفي الملعب ونقل الكرات الى المهاجمين مهند عبد الرحيم وعلاء عباس والبديل ايمن حسين، علما ان دخول مازن فياض نشط جهة اليسار لكن فعاليته الهجومية  كانت على حساب الواجب الدفاعي في بعض الأحيان.
 
حالة 1 VS 1
 لكن يجب هنا ان التوقف عند الحل الفردي والحالة الخططية في التجاوز والتخطي (  1vs1) وهي ان جميع لاعبينا المهاريين لا يجيدون التخطي والاجتياز المرن في الحالة الخططية واحد ضد واحد في المساحات الضيقة الا في حال توفر مساحات كبيرة على طرفي الملعب وبالتالي فان جميع فعالياتهم التكتيكية في الحل الفردي عند الطرف كانت مكشوفة وسهلة التعامل من قبل الظهيرين او أي لاعب طرف الوسط الفلسطيني الا في بعض الحالات الناجحة بعد حصولهم على المساحة الكافية وبغية الإفادة من الزيادة العددية في هذه الحالة يتطلب من اللاعب المتخطي ان تكون لديه ردة فعل سريعة والرهان على عنصر المفاجأة في المرور اختيار الزاوية الأصعب على المدافع ونتمنى على كاتانيتش ان يركز كثيرا على التمارين الخططية المركبة التي تتعلق بزيادة خيارات اللاعب في الربط وعمل حالات (اوفر لاب ، أوندر لاب واو اللاعب القادم من الخلف) لأن جميع تحركات لاعبيه المهاريين تخلو من أي مفاجأة.