بغداد/ هدى العزاوي
نفذت وزارة الصحة والبيئة من خلال دائرة التوعية والاعلام البيئي بالتعاون مع منظمة (اليونسيف)، حملة توعوية لاستخدام الأكياس الورقية بدلاً من أكياس النايلون التي تسبب بحسب تشخيص المهتمين بشؤون الصحة، امراضا خطيرة للجهاز الهضمي لاحتوائها على كمية عالية من الرصاص يمكن ان تتفاعل عند وضع الاطعمة الساخنة فيها مثل (الصمون) والخبز
كل ذلك حدا بموظفي دائرة التوعية والاعلام ولجنة الصحة والبئية في مجلس محافظة بغداد بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، الى تنظيم جولات ميدانية لتوزيع الاكياس الورقية مجانا بين اغلب المناطق في بغداد وبث الارشادات التوعوية عبر اذاعتين متنقلتين، اضافة الى توزيع الملصقات والفولدرات بين المواطنين.
اكد ذلك لـ”الصباح”، مدير عام دائرة التوعية والاعلام البيئي في وزارة الصحة والمشرف على حملة (نعم للاكياس الورقية.. لا لأكياس النايلون) امير علي حسون، موضحا أن الحملة لاقت ترحيباً كبيرا من قبل لجنة الصحة والبيئة النيابية ولجنة مجلس محافظة بغداد اللتين اشادتا بأهمية تفعيل الوعي الصحي للمواطنين واصحاب الافران باستخدام الاكياس الورقية وقد تم التعاقد مع المطابع لتوفيرها باسعار زهيدة جدا مقارنة باسعار اكياس النايلون.
واردف ان الحملة تضمنت توزيع اكياس بين 35 حياً رئيساً في بغداد، مشيرا الى انه سيتم العمل على استكمال ما تبقى من الاحياء خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة ومن ثم الانتقال الى المحافظات الشمالية والمناطق الغربية والجنوبية لتفعيل هذه التجربة.
النشاط ضمن 7 محافظات
ومن جانبه ابدى مدير مركز العطاء للدراسات الإستراتيجية وتنمية القدرات الدكتور حسين مشتت آل شبانة بتصريح خاص لـ”الصباح” استعداده لفتح ابواب التعاون، لانجاح الحملة التي دعت لها وزارة الصحة والبيئة وتوزيع الاكياس بين محافظات: ذي قار وكربلاء المقدسة وصلاح الدين والأنبار ونينوى وواسط وميسان.
وبين ان الخطوات العملية لانجاح هذه التجربة، تكون بتعزيز الجانب الإعلامي وتفعيل جميع منصاته الإذاعية والتلفزيونية خاصة المحلية منها، اضافة الى دور منظمات المجتمع المدني في كل المحافظات من خلال آلية مدروسة لإنجاح العملية بصورة دقيقة، فضلا عن إشراك الفرق التطوعية الموجودة في المحافظات لإنجاح العملية بصورة دقيقة وذلك من خلال رسم خارطة طريق عمل المنظمات لإنجاح الحملة بدقة وبأكثر من توجه، إضافة لتوظيف المنظمات والجمعيات الأخرى لتحقيق هذا الهدف ومنها نقابة المعلمين واتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين في المحافظات والجمعيات الإعلامية، مؤكدا ان انجاح مثل هذه الحملات يكون بتضافر الجهود وبث الوعي بين افراد المجتمع.
خطورة الاستخدام
طبيب الاسرة والمجتمع الدكتور احمد الرديني، اوضح في تصريح خاص لـ”الصباح” ان ما يجهله البعض بشان استخدام الاكياس البلاستيكية، هو تأثيرها بشكل كبير في الصحة البيئية لإحتوائها على كمية عالية من الرصاص لأنها مصنوعة من المواد النفطية غير القابلة للتحليل العضوي والتي عند حرقها تسبب تلوث الهواء والمياه، فضلا عن مادة (الديوكسين) المكون الرئيس للأكياس وتعد من المواد الكيميائية السامة وتصنف من المواد المسرطنة وعند تحللها ترفع من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية كسرطان الرحم والثدي، وهي تدخل في صناعة المنتجات البلاستيكية وكذلك العديد من المواد العضوية مثل ( الباي اسيفينول ) (BPA) .وكلوريد الفينيل (PVC) التي تزيد من فرص الإجهاض مع كل هذه المخاطر، لذا لابد من التوجه إلى البديل الآمن وهي الأكياس الورقية التي ليست لها أي تأثيرات صحية في إتلافها أو استخدامها.
واكد على خطورة وضع الاطعمة الساخنة والمجمدة في أكياس النايلون لانها ستتفاعل معها، وتسبب أمراضاً خطيرة للجهاز الهضمي، بينما الأكياس المصنوعة من الورق لا تتأثر بالحرارة او التجميد.
مواد أخرى مضرة بيئيا وصحياً
ويرى مدير الاعلام والعلاقات العامة في مركز جنائن بابل الثقافي عماد الاعرجي أنه بحسب المهتمين بالشؤون الصحية والبيئية فان الامر لا يقتصر على استخدام الاكياس البلاستيكية وانما العلب ايضا التي تستخدم في حفظ أو نقل المواد الغذائية والتي رجح البعض أنها سبب في تزايد فرص الإصابة بالتشوهات الخلقية، وذلك لوجود مواد كيميائية تتفاعل مع الغذاء المحفوظ أو المنقول بواسطتها.
واوضح أن الاكياس البلاستكية، تشكل في حال القائها، وعاء لتكاثر الجراثيم وتجمع المياه لذا لن تسبب اضرارا فقط لصحة الانسان وانما لها تأثير في البيئة التي ستكون مرتعاً لانتقال الامراض.
المنصات الاعلامية
منذ انطلاق حملة (نعم للاكياس الورقية ...لا لاكياس النايلون)، ناشدت وزارة الصحة والبيئة المواطنين والاعلاميين ومنظمات المجتمع المدني لمؤازرتها في انجاح هذه الحملة، وقد استجابت لذلك النداء شبكة الاعلام العراقي، وتضافرت الجهود لابراز الحملة على شاشاتها للتحذير من مخاطر استخدام الأكياس المصنعة من مادة النايلون.
وتحدث في هذا السياق مدير تحرير مجلة صوت الانسان أكرم الشيخ مقلد في تصريح خاص لـ”الصباح”، أن استخدام أكياس النابلون في الدول المتقدمة صناعيا وحضاريا، أصبح بحكم المنتهي من ناحية التداول، وذلك بسبب تراكم الوعي الصحي وتجاوب الرأي العام مع حملات التوعية التي حذرت من خطورة استخدامها لما تسببه من أمراض سرطانية، منوها بانه ثبت ذلك بالدليل القاطع إثر انتشار امراض الجهاز الهضمي، ما يوجب ان نكون اكثر فهما لسبب تزايد وتيرة تصاعد الأمراض السرطانية في العراق. ولفت الى ان حملة التوعية لا يجب ان تقتصر على القنوات الاعلامية والمؤسسات الرسمية ذات العلاقة بل يجب تفعيل دور منظمات المجتمع المدني وخاصة منظمات حقوق الانسان باعتبار صحة الانسان حقاً من حقوقه.
وذكر مقلد أن حملة التوعية بخطورة اكياس النايلون يجب أن تكون مصحوبة بنشر ثقافة صحية عبر المناهج التعليمية لتدريسها وابراز الخطورة التي تهدد صحة الانسان جراء استخدامها، كما يجب اعلان استفتاء عن مدى نجاح هذه الحملة ومدى تقبل المواطنين واصحاب الافران والمخابز لانجاحها، فاذا كانت النتائج ايجابية تستمر بشكل طوعي واما اذا كانت سلبية فهنا يجب تفعيل الدور الرقابي وفرض غرامات وعقوبات بحق الافران والمخابز التي لا تستخدمها لإنجاح هذه الحملة الوطنية التي تسجل لصالح وزارة الصحة ومؤسساتها.