رجل التراث العراقي الراحل

ثقافة شعبية 2019/08/18
...

 باسم عبدالحميد حمودي
 في التاسع من آب الحالي غادرنا الباحث المقتدر الاستاذ جميل الجبوري، بعد رحلة عمر حافلة بالكثير من التجارب الثقافية الشجية، التي قدمت للمكتبة العراقية الشعبية العراقية الكثير المهم والحيوي ومنها 
- نداء التاريخ (مسرحيات قصيرة)
- الأصالة في الشعر الشعبي العراقي – 1964(ط1)-1981 (ط2-بيروت)
- مع الاعلام - 1968
- سوح وأسفار - 1979
- حبزبوز – في تاريخ صحافة الهزل والكاريكتور في العراق- 1986
- أوراق من الموروث الشعبي العراقي  - 2002
- الشاعر العراقي العامي الملا عبود - 2012
 وكان كتابه الأول مسرحيات كتبها من تاريخ العرب أصدره في السبعينيات تحت عنوان (نداء التاريخ) ولا يدخل في اهتماماته  الاساسية في الفولكلور العراقي.
ولد الاستاذ جميل عبد الله حمادي الجبوري في (الصقلاوية) عام 1930 وتخرج في دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية في سنوات عمره المبكرة محتكاً بالوسط السياسي والثقافي ببغداد ثم عاد الى مدينة الفلوجة ليعمل في التعليم وفي ادارة مكتبتها العامة حيث كان ادباء المدينة وطلبة الكليات يجتمعون عنده ويلتذون بحديثه وثقافته.
وكنت واحدا ممن زاروه وأنسوا بصحبته في الفلوجة في الخمسينيات صحبة اصدقائي الدكتور (اليوم) سلمان المعاضيدي والدكتور حميد الهيتي رحمه الله ونجم الشاها وسواهم.
انتقل الاستاذ الجبوري الى وزارة الارشاد بمعونة استاذه الراحل فيصل السامر وتولى عدة وظائف فيها كان أمينا خلالها على عمله مخلصا في أدائه، وكان واحدا ممن أسهموا بنشاط في الكتابة في مجلة التراث الشعبي في معظم أدوارها حتى قطعه المرض عن الكتابة حتى وفاته رحمه الله.
كان جميل الجبوري ينقطع الى تأليف ما لايستطيع غيره انجازه أو يتطلب منه دأبا كبيرا، يجده الباحث الراحل دافعا للعمل المضني في التنقيب والبحث، فكتابه عن الصحفي الساخر نوري ثابت الشهير بـ (حبزبوز) تطلب جهدا كبيرا في التنقيب والجمع والتبويب ليستوي كتابه مرجعا مهما عن هذا الكاتب الساخر وصحيفته والصحافة العراقية الساخرة في زمنه.
وكان كتابه (الأصالة في الشعر الشعبي العراقي) جمعا للروائع من المفردة الشعرية الشعبية العراقية وتحليل جوانبها المبدعة واضافاتها
وكان كتابه عن الملا عبود الكرخي دراسة متأنية جديدة في بابها فضلا عن دراساته السابقة في الموروث الشعبي العراقي الذي جمعه في أوراق كنت واحدا ممن  دفعوه الى جمعها أيام عملي بديلا له في مديرية النشر، فاستوى الكتاب في فصوله الموحية التي رسمت أجزاء من الوجه الشعبي للحياة العراقية.
رحم الله الاستاذ الجبوري الذي اعطى الكثير وكان واحدا من كبار الباحثين في حقول الثقافة الشعبية العراقية المتعددة وفي جانب من هذه الصفحة أنموذج من كتاباته.