«أوتار نركال» تحيي تراث الموصل وتعزف للأمل

الصفحة الاخيرة 2019/08/20
...

بغداد / رشا عباس
رغم ما عانته الموصل من دمار خلفته عصابات "داعش" ثمة صوت للحياة يخرج من بين الركام ، ليعزف مقطوعة الامل التي اقدم على تلحينها وتوزيعها عدد من شباب المحافظة، ليؤسسوا لانفسهم فرقة "اوتار نركال" التي تهدف الى تغيير الصورة النمطية للمدينة.  
الفرقة تتكون من أربعة شبان جمعهم حب الموسيقى واختلفوا في اختصاصاتهم  العلمية، قصدوا المقاهي والاماكن التي يرتادها الشباب والمارة، مقدمين الحان الفرح والحزن في آن واحد عبر آلاتهم التي وصفوها بالغذاء الروحي بعيداً عن هموم وضجيج الاماكن التي هدمت وتركت في نفوسهم اثراً واضحاً. 
يقول محمد العدواني احد اعضاء الفريق لـ"الصباح":" بعد الغبار والظلمة التي احاطتنا من مختلف الجوانب التقينا تحت اجنحة الخفافيش السود باحثين عن الوان مدينتنا التي ذهبت في مهب الريح، كنا نعاني صعوبات ما نقوم به، فهي مجازفة بحياتنا، لاسيما ونحن غير مسؤولين عن ايقاف تلك الآلات عن العزف لانها كانت تخرج مابداخلنا من حزن وتزرع الامل في قلوبنا، بان نعود وننهض كالعنقاء من غير اضرار نفسية اواجتماعية".
العدواني ينطق كلمة ويتحسر بالاخرى، مستذكراً ظروف اعتقاله وقطع العلاقة مع اعضاء الفريق بهذا هبطت معنويات الشباب وتراجعوا عن العزف ليبحثوا مجدداً عن وتر كان يرافقهم ويعزف بجانبهم وبعد عودة العدواني عند تحرير الموصل تراقصت الانغام لتخرج الحان "نركال" الى شوارع الموصل وتبث الامل والفرح بين ابنائها وطوائفها. 
واضاف محمد : الموسيقى الشيء الوحيد الذي نملكه لنقدمه هدية نصر الى مدينتنا،لاسيما ونحن مؤمنون بان تلك الآلات ترعب قلوب الارهابيين وتذكرهم بالجمال، مشيراً الى انه سافر بتلك الاوتارالى بلجيكا وعزف مقطوعات تطالب بحرية الموصل وحقوقها التي سلبت، جامعاً تبرعات تسد تكاليف ومستلزمات اعادة بناء المعهد الفني في الموصل، ليكون محطة 
امان وسلام وحب يلجأ لها 
الشباب. 
من جانبه، استذكر حكم انس تراث مدينته، ليعلو صوت الموسيقى على الارهاب، راسماً باوتاره ماهدم ودمر من آثار حضارية،مردداً " تاريخ العراق لايموت، انما يخلد على مر العصور".