كلام في الاقتصاد

الصفحة الاخيرة 2019/08/27
...

حسن العاني 
 
في لغة التجارة، عرفت الناس منذ زمن بعيد مصطلحين هما (البيع بالنقدي والبيع بالأقساط)، ويراد بالأول إن المواطن حين يشتري بضاعة ما يدفع ثمنها فوراً بالعملة النقدية أو ما يماثلها، أما الثاني فيراد به دفع مبلغ البضاعة على وجبات او مراحل، كل اسبوع مثلاً او اسبوعين او شهر.. والفرق بينهما إن (النقدي) في الغالب يتم مع المشتريات البسيطة كالقميص او الحذاء.. الخ، أما الاقساط فمع البضائع الغالية نسبياً كالثلاجة او السيارة.. الخ، ولكن الفرق الاهم يتمثل في أن البيع بالأقساط يحمّل البضاعة مبلغاً اضافياً، وقد شاعت في السنوات الاخيرة ظاهرة ما أصبح يعرف بالتقسيط المريح او الاقساط المريحة بحيث شملت كل شيء في الحياة من غرفة نوم العروس الى أجور الدراسة في الكليات الاهلية، حتى إن الحكومة الحالية كما يرى البعض تم تشكيلها بالتقسيط!!
ربما كان رجال الدين المسلمون الاوائل على حق عندما نظروا الى الفلسفة نظرة حذرة، لا تخلو من نبذ ورفض، لأنها في قناعتهم تقوم على طرح اسئلة كونية ووجودية، تبحث فيما تبحث عن أصل الخليقة والانسان والمعتقدات، ولهذا ظلت الفلسفة الاسلامية محدودة الافق والتداول والاهتمام اذا ما قورنت مثلاً بالفلسفة
 اليونانية.
والمعنيون بهذه القضية يقولون، ان الفيلسوف ليس من يطرح نظريات او يقدم اجابات على اسئلة كونية كبيرة، بل هو من يطرح اسئلة تستحق الالتفات وتحفز الذهن وتثير رغبات المعرفة، ويبدو ان ولدي الذي لم يتخط مرحلة الدراسة الاعدادية قد وقف على هذا القول وآمن به واندفع وراءه، بحيث قال لي بشيء من الغرور المبطن، إنه في طريقه ليصبح فيلسوفاً بسبب الاسئلة العظيمة التي تدور في رأسه، فقد قال لي متسائلاً: بابا.. الا ترى ان الوضع الاقتصادي للبلد تعبان جداً بينما الوضع الامني والحمد لله في احسن احواله، فلماذا تصرف الدولة شهرياً مليارات الدنانير على حمايات المسؤولين، ولماذا لا تحوّل هذه المليارات لصالح الاقتصاد؟! أنا أعرف ان ولدي غبي وابن كلب، ولكن لم اتصور الى هذا
 الحد!!
من غرائب التقارير التي نشرت عام 1994 - يرجى الانتباه الى السنة- ان الكلفة الكلية لعموم المنشآت في لبنان بلغت (12) مليار دولار.. منشآت العاصمة الافغانية (8) مليارات دولار.. منشآت الكويت (35) مليار دولار... وبهذه المناسبة فان مبلغ التعويضات الذي دفعه العراق للكويت عن تدمير منشآتها هو (52) ملياردولار و(400) مليون دولار ، وهذا يدلل على عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين، حيث يشعر العراق بالسعادة ان تبني الكويت ميناء مبارك مثلاً بامواله، لان الشعبين من نسل قحطان وذرية
 عدنان!!