بغداد / هدى العزاوي
بإمكانِ من يزور ساحة التحرير أن يلتقط الكثير من الصور التي توشح ذلك المكان، أبرزها المشاركات النسوية المتنوعة، فقد أخذت المرأة العراقية دور المتظاهرة والمساندة ولم تبتعد عن ميولها الفطرية بأن تكون ربة بيت تحتوي أبناءها وتوفر لهم المأكل والمشرب وغيرها من المستلزمات التي توفرها كل أم عراقية لأبنائها، فببساطة شديدة تجد امرأة كبيرة في السن تفترش الارض مع قدر (الشوربة) وتنادي على المتظاهرين بصوتها الذي يملأ المكان وبمفرداتها العامية (تريگ شوربة وليدي)، وبعفوية كبيرة تبتسم وتقول “كل هذا بخير ولدنا”.
وعلى مقربة منها؛ تقف “أم علي” التي تردد بين الحين والآخر (الله يحفظهم) والتي أخذت على عاتقها تقديم الشاي العراقي المهيل للمتظاهرين وبجهود ذاتية، وتقول “أم علي” التي فقدت أحد أبنائها نتيجة الاعتداءات الارهابية التي طالت البلاد: إنها “ستقف على الحياد بين المتظاهرين والقوات الأمنية لما أثبتته علاقتهم ببعض من روح تلاحم وألفة يريد البعض تشويهها”.
وعلى الرغم من أن ساحة التحرير تزدحم بالمشاركات النسوية؛ إلا أنك لا يمكن أن تغفل عن المرأة التي ترفع فوق هامتها علبة كبيرة من التمر لتوزعها بين المتظاهرين، كما لا يمكن أن تغفل عن ملامح “المرأة السومرية” التي تجدها حاضرة في ملامح وجه “أم يوسف” التي أخذت على عاتقها معالجة المتظاهرين الذين تأثروا بالغاز المسيل للدموع، وتقول المرأة السبعينية بصوت مليء بالفخر: إن “العالم سيشهد أن المرأة العراقية هي من تصنع المعجزات، وأن لها دورا في ساحة التحرير لا مثيل له في أمكنة أخرى من العالم، وأنها تقف إلى جانب الرجل لمساندته”.