بغداد/ حسين ثغب
قللَ مختص بشأن الطاقة تأثير انهيار عقود خام برنت في العراق الذي يصدر نفوطه لسببين إنَّ العراق يصدر نفطه الى الأسواق الأميركيَّة على أساس خام اسكي، وإنَّ الكميات المصدرة ليست بالكبيرة وتلامس 400 ألف برميل فقط.
الخبير الأكاديمي الدكتور نبيل المرسومي بين أنَّ «انهيار خام غرب تكساس الى السالب لم يكن في العقود الفورية أو في العقود الآجلة تسليم شهر حزيران التي ما زالت بين 22 - 23 دولاراً وإنما كان العقود الآجلة للخام لشهر أيار التي توشك على الانتهاء، ولذلك تفاقم البيع على هذه العقود قبل موعد إغلاقها، إذ من المقرر أنْ تنتهي رسمياً عند تسوية الأسعار الثلاثاء 21 نيسان، ما أسهم في انهيار الخام الأميركي».
تخزين النفط
واضاف إنَّ «تخزين النفط الأميركي يحدث بوتيرة سريعة، متجاوزاً مستويات 70 بالمئة، مقترباً من الحد الأقصى للتخزين، ومن المتوقع أنْ تعاودَ أسعار الخام الأميركي ارتفاعها بعد انتهاء فورة بيع العقود الآجلة لشهر أيار، كما أنَّ الضرر الذي يلحق بالعراق ليس كبيراً جداً جراء انهيار الخام الأميركي؛ نظراً لمحدوديَّة الصادرات العراقيَّة الى الولايات المتحدة والتي تتمحور حول 400 ألف برميل يومياً، فضلاً عن أنَّ العراق يسعر الخام العراقي المصدر الى الأسواق الأميركيَّة على أساس خام اسكي (الذي شهد أيضا انخفاضاً كبيراً) وليس خام غرب تكساس، كما أنَّ السعر الذي يبيع به العراق يعتمدُ على معدل خمس نشرات لخام اسكي بعد 15 يوماً من تحميل الناقلة وليس على أساس معدل السعر ليوم واحد».
السوق النفطيَّة
الخبير الدولي في شؤون الطاقة أنس الحجي قال في تصريح صحفي: إنَّ «انهيار عقود نفط خام غرب تكساس ليس له علاقة بالسوق النفطيَّة، بل يتلخص الأمر بكون المضاربين في السوق النفطيَّة اشتروا العقود، لشهر أيار المقبل ولم يستطيعوا تصريفها حتى نهاية الشهر، في ذات الوقت عليهم تسلم الشحنات النفطيَّة ولا توجد لديهم أماكن لخزنها، كون مستودعات الخزن على اختلافها ممتلئة بسبب قلة الطلب الذي حدث نتيجة تداعيات فيروس (كورونا) وتأثيره في جميع قطاعات الحياة في جميع دول العالم».
وأكد أنَّ «المشكلة وقتيَّة وتستمر لأيام، كونها تخص العقود الأميركيَّة التي واجهت انخفاضاً في الطلب على النفط في الأسواق، وهذا يحدث في أحيانٍ كثيرة مع شحنات الغاز، ولكنْ لأول مرة تواجه عقود خام غرب تكساس مثل هذه الحالة».
الأسواق العالميَّة
وذكرت مصادر صحفيَّة أنه يومٌ لا يُنسى في تاريخ النفط الأميركي مع انهيار السعر للنطاق السالب، ما جعله يهيمن على الأسواق العالميَّة في نهاية تعاملات يوم الاثنين.
وانهار سعر النفط الأميركي بنحو 300 بالمئة عند تسوية جلسة اليوم ليسجل مستوى سالباً عند 37.63 دولار لأول مرة في تاريخه.
ويعدُّ هذا السعر خاصاً بعقد نايمكس الأميركي تسليم أيار المقبل، وهو المقرر انتهاء صلاحيته
الثلاثاء.
ويأتي الانهيار التاريخي لسعر النفط الأميركي مع القلق من نفاذ أماكن تخزين الخام بفعل تخمة المعروض في وقت يعاني فيه النفط من تراجع حاد للطلب على الخام جراء تفشي فيروس «كوفيد - 19».
في حين ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 12 دولاراً عند التسوية، لتعود أعلى مستوى 1700 دولار مع خسائر البورصة الأميركيَّة.