استدعت صانعة الطائرات الشهيرة "بوينغ" نحو 27 ألفاً من موظفيها للعمل في أحد مواقعها بولاية واشنطن لاستئناف عمليات بناء الطائرات التجارية مرة أخرى بشكل تدريجي، بعد توقف دام أسابيع عدة استجابة لإجراءات الحجر الاضطرارية لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
ويأتي قرار استئناف الإنتاج في الوقت الذي شهدت فيه شركات الطيران توقف الطلب على السفر الجوي بشكل افتراضي، إذ علقت شركات الطيران العديد من الطائرات التي تمتلكها بالفعل بسبب تخفيف رحلاتها بنسبة 70- 90 بالمئة.
يذكر ان هناك قرابة 14 ألف طائرة معلقة في الوقت الراهن من قبل شركات الطيران حول العالم، أي حوالي 63 بالمئة من الأسطول العالمي، وفقاً لخدمة التعقب "سيركيوم"، بعد توقف دام أسابيع عدة سعياً للجهود المبذولة لوقف انتشار فيروس
كورونا .
كما ذكرت شركة "بوينغ" ان العملاء ألغوا طلبات شراء 150 طائرة في مارس/آذار، إضافة إلى إلغاء 41 طائرة في فبراير/شباط. كما أجلت شركات الطيران مواعيد تسليم عدد آخر من طائرات الركاب المدنية.
استئناف تدريجي
تسعى الشركة أن يستأنف (27) الفاً من أصل (70) الف موظف يعملون بهذه المنشأة الواقعة بولاية واشنطن في الساحل الغربي أعمالهم في عملية تدريجية، حيث سيبدأ بعضهم في وقت مبكر من يوم الاثنين المقبل، حتى يعود معظمهم إلى العمل بحلول يوم الجمعة. وقالت بوينغ إنها ستتخذ الخطوات اللازمة لضمان سلامتهم.
وأشار ستان ديل، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة بوينغ للطائرات التجارية في بيان صحفي إن "صحة وسلامة موظفينا واسرهم ومجتمعاتهم هي أولويتنا المشتركة". مضيفاً "يضمن هذا الأسلوب التدريجي أن لدينا قاعدة إمداد موثوق بها، كما ان معدات الحماية الشخصية لدينا متاحة بسهولة ولدينا جميع إجراءات السلامة اللازمة لاستئناف العمل الأساسي لعملائنا".
ومن المقرر استئناف إنتاج طراز 787 ،بدءاً من أواخر شهر نيسان/ابريل الجاري بموقع المجموعة في ولاية واشنطن، لكن موقع إنتاج الطراز المذكور في ولاية "ساوث كارولاينا" سيظل مغلقاً حتى إشعار آخر.
وسبق ان أعلنت المجموعة الأميركية لصناعة الطائرات في الخامس من نيسان ، تمديد تعليق النشاط في مصانعها في ولاية واشنطن لأجل غير مسمى، بسبب تدابير العزل المعتمدة لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
قروض حكوميَّة
وذكرت تقارير إعلامية اوردتها فوكس بيزنس، أن عملاق الطيران الأميركي (بوينغ) تريد الحصول على قروض بقيمة ستين مليار دولار من الحكومة الأميركية، لمساعدتها في توفير السيولة اللازمة لاستمرارها، بعد الخسائر "الهائلة" التي منيت بها مؤخراً بسبب انتشار فيروس كورونا، ومشكلات متعلقة بسقوط طائرتين من طائراتها.
كما ان صحيفة نيويورك تايمز أفادت بإن، بوينغ تدفع باتجاه منح قطاع الطيران قروضاً بعشرات مليارات الدولارات من أجل دعمه في مواجهة الخسائر التي تكبدها بسبب الفيروس.
وقالت الشركة إن أية سيولة ستمنح لها سيتم استخدامها لدفع الرواتب ودفعات مالية للمجهزين للحفاظ على عافية سلسلة التجهيز.
وأسفر حادثا تحطم طائرة (737 ماكس ) من صنع بوينغ، تابعة لشركة الطيران "لاين إير" في نهاية تشرين الاول/أكتوبر 2018 وأخرى تابعة للخطوط الجوية الاثيوبية في 10 آذار/مارس في ظروف متشابهة عن سقوط 346 قتيلاً. وأشارت التحقيقات إلى خلل في أحد الأنظمة المعلوماتية في الطائرتين.
إلغاء طلبات شراء
الى ذلك قام عملاء بوينغ بإلغاء طلبات شراء لـ150 طائرة في مارس/آذار، حيث تسبب التوقف في الطلب على السفر الجوي إثر تفشي فيروس كورونا بأكبر انخفاض في الطلب منذ عقود.
وكانت الطلبات الملغاة جميعها لطائرات 737 ماكس، وهي الطائرة التجارية ذات الممر الواحد، التي علّقت رحلاتها منذ مارس/آذار من العام 2019 في أعقاب حادثين قاتلين أوديا بحياة 346 شخصاً.
وتكافح شركة بوينغ لإيجاد حل لنظام السلامة الذي يُلام على وقوع حوادث، ولكن رغم هذه المشكلات، عانت الشركة حينها من عدد متواضع فقط من الطلبات الملغاة، حتى بدأ فيروس كورونا في القضاء على قطاع السفر الجوي في وقت سابق من هذا العام.
وأبلغت بوينغ عن تلقيها 31 طلباً للطائرات الملغاة في مارس/آذار، لكن 18 منها كانت للطائرات العسكرية وواحدة لطائرة شحن لشركة فيديكس، بنيما الـ12 طائرة المتبقية كانت لشركة الطيران اليابانية ANA.
كما أعلنت بوينغ عن 41 طلباً ملغى في فبراير/شباط للطائرة، وكشفت شركة تأجير الطائرات الايرلندية أفالون أنها ألغت أوامر لـ75 طائرة 737 ماكس إضافية في وقت سابق من هذا الشهر، والتي كانت ضمن الـ150 عملية إلغاء التي أعلنت عنها شركة بوينغ في وقت سابق من هذا الشهر.