مضى أكثر من عقد من الزمن على تحذيرات الخبراء من أن الثروة النفطية ناضبة لامحال، ورافقت تلك التحذيرات دعوات من قبلهم في موازاة ذلك بضرورة البحث عن بدائل للطاقة .
وبالفعل هناك محاولات من قبل بعض الدول الأخذ بنصح الخبراء وتوقعاتهم بالبحث عن بدائل للطاقة وكانت التجارب الاولى في محاولة للحصول عليها من محصول الذرة وقد تحققت نتائج لابأس بها ومشجعة بعض الشيء وكذلك من الطاقة الشمسية والرياح وتلك النجاحات التي تحققت في العديد من الدول ولي عودة في عمود لاحق بشأن استثمار الطاقة .
ما دفع بالولايات المتحدة الاميركية ايضاً بمحاولة اللجوء الى استخراج النفط الاحفوري والصخري بالغ التكاليف وحققوا نتائج في انتاجه ليكون بديلاً في حال تناقص انتاج حقولهم النفطية .
ومن المعروف ان الثروات النفطية كانت من الثروات التي تتباهى بها الدول وتتغنى بها الشعوب ما حدا بعدد من البلدان النفطية ومن بينها العراق الاعتماد على ريعها الاساس في موازناتها العامة .
وفي تطور لاحق انتبهت اغلب الدول على ان تذبذب اسعار النفط قد يسبب لها خسائر ويجعلها في مواقف محرجة خصوصاً في فترات حدوث الازمات المالية فالتجأت الى اعتبار مواردها النفطية ثانوية وخلق موارد مالية من انشطة متنوعة .
الا العراق بقي متكئاً على مورده الوحيد وذلك منذ مرحلة التغيير والى الآن.
وفي ظل جائحة كورونا التي تزامنت مع بوادر الازمة المالية العالمية التي تظهر كل ثماني سنوات بفعل لعبة الاسعار التي يمارسها الكبار فقد ضربت أطناب الاقتصاد العالمي هذه المرة والخسائر والكساد طفح على اوجه خلال ايام معدودات .
إن الأزمة الحالية ستكون آثارها وانعكاساتها اكبر واقسى على العراق لكونه لا يزال صاغراً امام أمنيات تحسن الأسعار .
هذه الظاهرة دفعتني الى اطلاق عنوان “الخداع النفطي” على عمودي هذا وللامانة الصحفية فالعنوان مقتبس من مقال للمفكر الاقتصادي الراحل اسماعيل عبيد حمادي، حيث نشرنا له هنا في اقتصادية جريدة” الصباح” قبل عقد ونصف من الزمن مقالاً حمل عنوان “الخداع النقدي” الذي سجل مئات الآلاف من القراءات في حينها وكان المقال مختلفا طبعاً هو تحدث عن خداع النقد ومقالي خداع النفط .
فالنفط حقاً مخادع يغريك في فترات ذروة اسعاره ويخذلك عند انخفاضها .
اعود واكرر دعواتي غادروا المورد المخادع وابحثوا عن البديل الاسلم واذكر ان التوقعات كانت تشير الى نفاد الثروة النفطية تبدأ في العام ( 2050 ). فما عسانا فاعلين لمواجهة التحديات الحالية وكذلك لمستقبل اجيالنا المقبلة.