هل يمكن للعراق تحقيق رؤية 2030؟

اقتصادية 2020/05/05
...

بغداد / متابعة 
 
لا شك أن تطوير نظام ايكولوجي شامل ومتكامل لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في أي دولة بات أمراً ضرورياً لا مفرّ منه. فدور هذا القطاع على مستوى دفع عجلة تطور مختلف القطاعات والصناعات وتحقيق النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي على حد سواء حقيقة لايمكن تجاهلها، لا سيّما أن الاقتصاد العالمي الراهن يتسارع نتيجة التقدم الحاصل في التقنيات الحديثة، وأولها شبكات الجيل الخامس.
توقعت دراسة أجريت مؤخراً أن تقنية الجيل الخامس ستسهم في 13.2 تريليون دولار من الناتج الاقتصادي العالمي بحلول عام 2035. ولا تقتصر أهمية شبكات الجيل الخامس على كونها جزءاً محورياً من البنية التحتية الأساسية التي توفر خدمات الاتصالات المتقدمة، بل أصبحت فاعلاً جوهرياً في تحقيق الخطط والرؤى الوطنية للبلدان، ودعم مسيرة التنمية الاجتماعية الاقتصادية فيها، كما تعتبر شبكات الجيل الخامس أداةً مهمة على صعيد إنشاء وتطوير مدن ذكية أكثر مرونة وتفاعلاً ، ورديفاً مهماً لتقنيات الجيل المقبل المتطورة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والواقع الافتراضي والواقع المعزز والحوسبة، التي تسهم جميعها في تقديم خدمات ذات جودة أفضل بكفاءة أكبر وتكاليف أقل،  للمؤسسات والمستهلكين على حد سواء.
من هذا المنطلق، بات مهماً أكثر من أي وقت مضى أن تستكشف الحكومات إمكانات تحسين البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات والافادة القصوى من التقنيات الحديثة. ولعل الشروع بتطوير شبكات الاتصالات للمضي ببلادهم قدماً نحو عصر اتصالات الجيل الخامس إحدى أولويات المرحلة الحالية الأكثر أهمية. 
 
أنحاء العالم
وقد تم بالفعل إطلاق خدمات الجيل الخامس للهواتف الجوالة في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما تشير رابطة جي إس أم ايه، وهي هيئة عالمية تمثل مصالح الشركات المشغّلة للاتصالات الجوالة في جميع أنحاء العالم، إلى أن 15 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تخطط لإطلاق خدمات الجيل الخامس للهاتف الجوال بحلول عام 2025، وهو ما يمثل أكثر من نصف الأسواق في 
المنطقة . 
وفي العراق على وجه الخصوص، أشار تقرير صادر عن شركة "Paul Budde" المتخصصة بالاستشارات والاتصالات إلى أن مشغلي الاتصالات يركزون في السنوات الأخيرة على أعمال الترميم وزيادة قدرات الشبكات، ما أدى بشكل جزئي لحالة نمو في استخدام بيانات الهاتف الجوال والزيادة في إيراداتها. ويذكر التقرير أن ثمة مؤشرات على أن شركات الاتصالات في العراق بصدد إعداد شبكات الهاتف المحمول لتقنيات الجيل الرابع وحتى الجيل الخامس .
تنويع النمو
مع استمرار العراق في تطوير نظامه التنافسي بدعم خاص من قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، ستكون القرارات المتعلقة بالطيف الترددي لشبكات الجيل الخامس وإجراءات الترخيص أكثر أهمية. لقد أصبحت خدمات الجيل الخامس المتطورة أمراً واقعياً في المنطقة، وستصبح جزءاً من مستقبل العراق عاجلاً أو آجلاً. وسنرى آثار تقنية الجيل الخامس كأحد أهم محاور تحفيز أعمال القطاعات والصناعات،  وبالتالي دعم رؤية العراق لعام 2030 وتحقيق تنويع النمو الاقتصادي وخطة توفير الوظائف، وهي أهدافٌ نرجو جميعاً أن نراها على أرض الواقع قريباً بفضل روح التعاون والعمل المشترك وتضافر فكر وجهود الجميع. 
 
إجراءات التسعير
في جميع الأحوال، فإن الانتقال إلى مجتمع يدعم الجيل الخامس يتطلب من الحكومات توفير طيف ترددي (سبيكتروم) مناسب للهاتف الجوال وبتكاليف معقولة ينظر إليها من قبل المعنيين كاستثمارات يمكن تحمُلها. وتؤثر إدارة الطيف الترددي والتشريعات الناظمة لها، وكذلك إجراءات التسعير، بشكل مباشر على إنشاء وتطوير شبكات الجيل الخامس والتسويق التجاري لها، وكذلك على تقديم طيف الخدمات المتعلقة بها. كما أن ضمان توافر هذا الطيف الترددي في الوقت المحدد ضمن الظروف الملائمة يتيح لسوق الشبكات اللاسلكية تلبية متطلبات المستهلكين والمؤسسات ضمن القطاعات والصناعات كافة  لتنهض بمستوى خدماتها 
للجمهور.