يتأثر ذوو الدخول المحدودة، خصوصا في شهر رمضان، بارتفاع اسعار المواد الغذائية، وبظاهرة يتم تأشيرها سنويا دون ايجاد حل لها، اذ تستقبل العوائل الشهر الفضيل بالاستعدادات التي تتضمن التسوق والتبضع بعدد من المواد الغذائية التي تعرف بالمائدة الرمضانية.

العرض والطلب

ترى الباحثة الاقتصادية لبنى الشمري ان "ارتفاع اسعار بعض المواد الغذائية في الاسواق يعود لمبدأ العرض والطلب ،فكثرة الطلب عليها من المواطنين يقلل من عرضها".

وأضافت " تعد هذه الزيادة في الاسعار موسمية، و ان الأطعمة التي تعدها العوائل العراقية في رمضان لها نكهة خاصة في هذا الشهر، وتتكون من مواد غذائية معروفة وهي التي ترتفع اسعارها".

 

مواد مدعومة

قالت الشمري لـ "الصباح" ان "جشع التجار واستغلالهم لهذا الشهر الفضيل والمناسبات الدينية الاخرى يكون بقيامهم برفع الاسعار على مواد معينة وموسمية وبالتالي يحتم على وزارة التجارة ضخ كميات أكبر من المواد الغذائية المدعومة في هذا الشهر تخفيفا عن كاهل المواطن".

وأكدت ان "هذه الزيادة تعد زيادة موسمية تنتهي حال انتهاء المناسبات لتعود الى معدلاتها الطبيعية"، داعية الى "تقديم الدعم لتجار القطاع الخاص باسعار مدعومة لتسهم في الحد من ارتفاع الاسعار، اضافة الى ضرورة تهيئة خطة استباقية لمنع تكرار هذه الظاهرة السنوية، التي ترهق اغلب العوائل الفقيرة في شهر 

رمضان".

 

لجنة متابعة الاسعار

وكانت دائرة الرقابة التجارية في وزارة التجارة قد شكلت في وقت سابق لجانا مختصة لمتابعة اسعار البضائع خلال شهر رمضان المبارك وذلك لمرقابة الاسوق وعدم السماح للتجار برفع اسعار المواد الغذائية خلال الشهر الفضيل. 

وذكرت انه من خلال مراقبة السوق بشكل يومي من خلال اللجان التي شكلتها الوزارة لمتابعة الاسعار، لم نلحظ اي ارتفاع مفاجىْ في اسعار المواد الغذائية، وان هنالك هبوطا في اسعار المواد الغذائية كالرز والسكر والزيت بسبب توزيعها على المواطنين ضمن مفردات البطاقة التموينية.

 

مشكلة لم تحل

يرى الاكاديمي الاقتصادي الدكتور ماجد البيضاني ان " الاسواق تشهد غياب الرقابة الحقيقية، وعدم وجود ضوابط تحدد الاسعار خلال شهر رمضان وبقية الاشهر التي تشهد مناسبات دينية، ما يزيد من جشع التجار، والذي يكون ضحيته المواطنين الفقراء ومحدودي الدخل" . 

واضاف البيضاني لـ "الصباح" ان "الضرورة تحتم على الجهات الحكومية المختصة اتخاذ جملة من الاجراءات المناسبة للحد من انفلات الاسعار خصوصا ما يتعلق بالمواد الغذائية في شهر رمضان لانها باتت ظاهرة سنوية تشهدها الاسواق المحلية دون ان حل لها منذ ان ظهرت وحتى الان". 

واوضح ان "المواد الغذائية التي تشهد ارتفاعا سنويا في اسعارها وبصورة ملحوظة منذ بداية شهر رمضان هي كل من  اللحوم والعدس والزيت والرز، وغيرها من المواد التي تدخل في تحضير المائدة الرمضانية".