تراجعت أسعار المستهلك في الولايات المتحدة في نيسان إلى أقصى حد منذ الأزمة المالية لعام 2008 اذ أثر انخفاض أسعار الطاقة والجهود المبذولة لاحتواء جائحة كوفيد-19 بشدة في طلب المستهلك.
فقد أفادت وزارة العمل بأن مؤشر سعر المستهلك انخفض بنسبة 0.8 بالمئة في نيسان مقارنة بالشهر السابق، وهو أكبر انخفاض شهري له منذ ديسمبر/ كانون الاول 2008.
وفي الوقت الذي كان فيه انخفاض نسبته 20.6 بالمئة في مؤشر البنزين بمثابة أكبر مساهم في الانخفاض الشهري لمؤشر سعر المستهلك، انخفضت بشكل حاد أيضا مؤشرات الملابس والتأمين على السيارات وأسعار تذاكر الطيران والإقامة بعيدا عن
المنزل.
وباستثناء فئات المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، تراجعت ما تسمى بالأسعار الأساسية بنسبة 0.4 بالمئة في إبريل/نيسان، وهو أكبر انخفاض شهري في تاريخ هذه السلسلة، والذي يعود إلى عام 1957، وفقا لما ذكرته الوزارة.
ومن جانبها قالت سارة هاوس، كبيرة خبراء الاقتصاد في شركة (ويلز فارجو للأوراق المالية) "نتوقع أن يتباطأ التضخم بصورة أكبر في الأشهر المقبلة، على الرغم من أننا لا نتوقع انكماشا صريحا"، مضيفة ان الارتفاع التدريجي الذي وردت أنباء عنه في حركة الطيران ومعدلات إشغال الفنادق يشير إلى أن الطلب بدأ يعود على الإنترنت مع البدء في إعادة فتح الاقتصاد.
وذكرت ديان سونك كبيرة الاقتصاديين في (غرانت ثورنتون)، وهي شركة محاسبة كبرى، أن أحدث بيانات مؤشر سعر المستهلك تؤكد مخاوف مجلس الاحتياطي الفيدرالي من أن التضخم سوف يتباطأ بصورة أكبر في مواجهة كوفيد-19
وكتبت سونك يوم الثلاثاء في تحليل تقول "سيكون هذا أحد الأسباب العديدة التي ستجعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي يشعر بالضغط للقيام بالمزيد وليس بالأقل خلال
الصيف".