تشهد شركات الطيران العالمية أوضاعاً حالكة السواد جراء تقلص حركات السفر، مع التزام الناس البقاء في بيوتهم خوفاً من الإصابة بفيروس (كوفيد – 19)، فقد واصلت حركة المسافرين انخفاضها الحاد في جميع المطارات الأميركيَّة خلال شهر نيسان الماضي، وانخفض عدد الركاب اليومي بنسبة 95 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى أقل من مئة ألف مسافر يومياً.
وفي اليوم الأخير من نيسان المنصرم، عبَر 154,695 مسافراً فقط نقاط التفتيش في جميع المطارات الأميركيَّة مقابل مليونين و499 الفاً و461 مسافراً في اليوم نفسه من العام
2019.
توقعات محبطة
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أنْ تفقد شركات الطيران العالمية 314 مليار دولار من الإيرادات بسبب جائحة فيروس كورونا في العام الحالي 2020 ارتفاعاً من تقديره السابق في أواخر شهر آذار بأنَّ الخسائر ستكون 252 مليار دولار.
وأضاف الاتحاد في مؤتمر صحفي أسبوعي عبر الإنترنت، أنّ قيمة الخسارة المتوقعة تمثل انخفاضا نسبته 55 بالمئة في إيرادات خدمات الركاب مقارنة بإيرادات العام السابق بناءً على حركة النقل الجوي التي من المتوقع أن تتراجع 48 بالمئة.
توفير اختبارات
ولكي تعود حركة السفر إلى طبيعتها يقول الخبراء إن الأمر سيستغرق فترة ما بين 18 شهراً إلى عامين، ويرى هؤلاء أن صناعة السفر ستخضع في غضون ذلك، إلى تغييرات ضخمة جداً، فإضافة إلى الفحص الأمني، يطالب البعض بإخضاع المسافرين لفحص طبي للتأكد من خلوهم من الفيروس.
كذلك، أظهر استطلاع أجرته شركة "لونغ وودز" المتخصصة بأبحاث سوق السفر أن 82 بالمئة من الأميركيين غيّروا بالفعل خطط سفرهم لمدة ستة أشهر قادمة بسبب فيروس كورونا المستجد، نصفهم قالوا إنهم ألغوا تماماً رحلاتهم، وذلك وفقا لمسح شمل ألف أميركي بالغ.
ويرى الخبراء أن الحل لشركات الطيران لإقناع المسافرين للعودة والشعور بالأمان، هو توفير الاختبارات وأماكن لعزل المصابين، وتطمين المسافرين على الطائرات أن المصابين ليسوا على متن الرحلة بعد فحص الجميع.
وبدأت شركات الطيران بالفعل مطالبة المسافرين ارتداء كمامات الوجه، كما بدأ البعض في تنفيذ التباعد الاجتماعي داخل الطائرة من خلال إخلاء مقاعد الصف المتوسط فيها. ولا تزال العديد من شركات الطيران تلغي الرحلات الدولية التي كانت ستقوم بها خلال فصلي الصيف والخريف المقبلين.
إحجام عن السفر
وكغيره من المطارات الأميركيَّة، يعاني مطار (ديترويت) الدولي من انخفاض حاد في حركة الركاب بسبب جائحة فيروس كورونا، حيث تراجع عدد المسافرين خلال شهر آذار المنصرم بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام 2019، في حين من المتوقع أن تظهر بيانات نيسان وأيار - لدى صدورها - انخفاضاً أكبر في حركة المسافرين.
وفي مؤشر واضح على إحجام سكان "ميشيغان" عن السفر جواً، أعلنت شركة "دلتا إيرلاينز" إلغاء جميع رحلاتها الجوية بين مطار ديترويت الدولي ومطارات كالامازو ولانسنغ وفلنت، داخل ولاية ميشيغان. وذكرت أكبر شركة طيران في مطار ديترويت الدولي، إنه في الآونة الأخيرة كانت الرحلات من وإلى تلك المدن تقل نحو 10 مسافرين فقط في الرحلة الواحدة، ما استدعى إلغاءها.
وانخفض عدد الركاب في مطار مترو ديترويت بنسبة 52 بالمئة في آذار، ليصل عددهم إلى مليون و500 الف مسافر عبر المطار، مقارنة بـ ثلاثة ملايين و200 الف مسافر خلال الشهر نفسه من العام الماضي، بحسب ليزا غاس، المتحدثة باسم هيئة مطارات مقاطعة واين المشرفة على المطار الدولي الواقع في مدينة روميلوس.
وقال ساندي بارواه، الرئيس والمدير التنفيذي لغرفة التجارة الإقليمية في ديترويت، إن "أعداد المسافرين في نيسان واصلت الانخفاض بنسبة تفوق 50 بالمئة"، مشيرا إلى أن "مطار مترو ديترويت يسهم بـ 10 مليارات دولار في الاقتصاد المحلي سنويا، كما يدعم بشكل مباشر أو غير مباشر حوالي 90 ألف وظيفة".
الأزمة طويلة
وفي الشرق الأوسط يتوقع الاتحاد الدولي "إياتا" الذي يمثل 290 شركة طيران في العالم، أن تنخفض عائدات 2020 لشركات الطيران في المنطقة التي تشغل أكثر من 1300 طائرة، بمقدار 19 مليار دولار، في تراجع بنسبة 39 في المئة عن العام الماضي، ومن شأن ذلك أنْ يعرض 800 ألف وظيفة للخطر، وقد يؤدي إلى خسارة عشرات ملايين المسافرين هذا العام.