يفتقر المنتج المحلي في بلدنا الى أهم العوامل المؤثرة في الترويج وهو توظيف وسائل الإعلام في تشجيع وتعريف المواطنين بمزاياه وأهمية دعمه عن طريق شرائه وتفضيله على المنتجات الأجنبيَّة، وما يشكله ذلك من دعم للاقتصاد الوطني بشكلٍ عام بآثار إيجابية كبيرة على زيادة معدلات النمو الاقتصادي المتحصل بفعل زيادة الناتج المحلي الإجمالي والذي تشكل الصناعة الوطنية عاملاً رئيساً وحاسماً فيه.ويمكن توظيف جميع وسائل الإعلام التقليديَّة منها والجديدة في هذا المشروع الوطني المهم جداً لدعم الاقتصاد الوطني بواسطة تشجيع ودعم المنتج المحلي بين جميع فئات وأفراد المجتمع.فيمكن توظيف المطبوعات والصحافة الالكترونية والمحطات الإذاعية والقنوات الفضائيَّة، فضلاً عن توظيف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ذات الكثافة العالية من مشتركيها، الى جانب المواقع الالكترونية الكثيرة في شبكة الانترنت وبالشكل الذي يحدث دفقاً هائلاً في زيادة وعي الجمهور بأهمية دعم المنتج المحلي، ليتحول الى واجب وطني يؤدى بالصورة التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتقويته وزيادة موارده وتمتين قواعده وبنيته ويحقق ازدهار الصناعة والزراعة وقطاع الخدمات الوطني بفعل زيادة الإقبال عليها، ما ينعكس إجمالاً في المستقبل على زيادة تحسن المستويات المعاشية لأفراد المجتمع بفعل انتعاش النمو الاقتصادي الذي يضمن تحقق الرخاء المعيشي.ويفترض بجميع الوزارات والشركات الإنتاجية في بلدنا العمل على رعاية وتنظيم هذه الحملات الإعلامية وتشجيع استهلاك المنتج المحلي وتكثيف الجهود الهادفة الى بث الوعي بأهمية المنتج المحلي وحث المواطنين على استهلاكه وبيان الأوجه الإيجابية ومزايا هذا المنتج مقارنة بالمنتجات المنافسة في الأسواق.ويمكن لنتائج الحملات الإعلامية الإيجابية أنْ تعمل على نقل تقييمات المستهلكين بشأن جودة المنتج وبيان الأوجه السلبية له ونقلها الى الشركات المصنعة من أجل العمل على تحسين نوعيته وتلافي هذه السلبيات مستقبلاً وبما يدعم الصناعة الوطنية ويجعلها ذات جودة عالية تضاهي المنتجات الأجنبيَّة وتنعكس إيجاباً على زيادة القابلية التنافسية للمنتج الوطني مقارنة بالمنتج الأجنبي المستورد.تنظيم الحملات الإعلامية لدعم المنتج الوطني يعدُّ أحد الستراتيجيات المهمة في الترويج للمنتج المحلي وتكوين شعور جمعي وطني يدعم الصناعة المحلية ويشجعها عن طريق تفضيلها على المنتجات الأجنبيَّة المنافسة من أجل المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني بشكل عام، وتلجأ الكثير من الشركات في مختلف دول العالم للترويج لمنتجاتها في الحملات الإعلامية سواء على صعيد محلي أو دولي، فهي تسهم في تعريف وجذب وحث المستهلكين على اقتناء هذه المنتجات، الأمر الذي يسهم في زيادة ربحيتها والترويج لما تنتجه. فكيف إذا كان ذلك يخص منتجات وطنية لصناعة ناشئة تحتاج الى الكثير من الدعم والتشجيع والاهتمام وبما ينعكس على مستوى جودتها وبالشكل الذي يحقق لها النجاح والتطور والأرباح التي تضمن استمراريتها، وهو ما تسهم به الحملات الإعلاميَّة الى حدٍ كبير.