أستراليا ترفض مطالبات بكين بالسيادة في البحر الجنوبي

قضايا عربية ودولية 2020/07/27
...

بكين / وكالات
 
ضمت أستراليا صوتها لصوت الولايات المتحدة في رفض مطالبات بكين بالسيادة في بحر الصين الجنوبي، معتبرة أن حديث بكين عن حقوقها في هذا البحر لا يتفق مع القانون الدولي، وبعد أن رفضت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر حديث الصين عن حقها في موارد أغلب مناطق بحر الصين الجنوبي، قالت أستراليا في إعلان لموقفها قدمته للأمم المتحدة في نيويورك، أمس الأول السبت: إنها «ترفض أيضا مزاعم الصين بأحقيتها في السيادة البحرية حول جزر متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وتعتبرها (المزاعم) متعارضة مع معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار».
 
وأكدت أستراليا أنها «ترفض مزاعم الصين بأن لها حقوقا تاريخية، أو حقوقا ومصالح بحرية، مثلما ترسخ في سياق الممارسات التاريخية الطويلة في بحر الصين الجنوبي»، وأضافت أنها لا تقبل تأكيد الصين بأن سيادتها على جزر باراسل وجزر سبراتلي «محل اعتراف واسع في المجتمع الدولي»، مشيرة الى اعتراض فيتنام والفلبين على ذلك.وتتحدث الصين عن حقها في السيادة على 90 بالمئة من مياه بحر الصين الجنوبي التي ربما كانت غنية بموارد الطاقة، لكن بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام تطالب أيضا بالسيادة على أجزاء منه.
وتدعو أستراليا منذ فترة طويلة إلى «ضمان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وأن تحل كل الدول التي لها مطالبات بالسيادة فيه خلافاتها بما يتسق مع القانون الدولي».
يأتي هذا في وقت يستعد فيه وزيرا الخارجية والدفاع الأستراليان لزيارة واشنطن لحضور منتدى ثنائي بين البلدين غداً الثلاثاء.وتفاقم التوتر الدبلوماسي في العلاقات بين الصين وأستراليا مؤخرا بسبب العديد من القضايا، منها مطالب أستراليا بإجراء تحقيق دولي لمعرفة سبب تفشي فيروس كورونا الذي ظهر أول ما ظهر في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي.
في غضون ذلك، أعرب وانغ ون بين، المتحدث باسم وزارة خارجية الصين عن «استياء بلاده ومعارضتها الشديدين لكلام وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي هاجم الحزب الشيوعي الصيني والنظام الاشتراكي بخبث، ووجه انتقادات رعناء لسياسات الصين الداخلية والخارجية»، مضيفا أن خطاب بومبيو، «الذي يشوه الحقائق ولا يقوم على أساس، مليء بالتحيز الأيديولوجي وبعقلية الحرب الباردة، وبخليط من الأكاذيب السياسية عن الصين، لفقها مؤخرا ساسة أميركيون بارزون».
وأوضح المتحدث الصيني، أنه «في سبيل صرف الانتباه عن أمور داخل الولايات المتحدة من خلال الافتراء على الصين لتحقيق بعض المكاسب السياسية، يواصل العديد من الساسة الأميركيين، إذكاء التنافس الأيديولوجي، والثرثرة بشأن تغيير الصين ورفض العلاقات الصينية-الأميركية وبث بذور الفتنة بين الصين والبلدان الأخرى».وتابع وانغ: أن»خدع الأميركيين الواهية لن تنطلي على الشعب الأميركي والمجتمع الدولي»، وأضاف، «ولكن بالنسبة لهؤلاء الساسة الأميركيين الذين يلفقون الأكاذيب عن الصين وينشرون المغالطات المناوئة لها، نؤمن بأن التاريخ عادل ودقيق، وأن أي محاولة للارتداد عن توجه التاريخ لن تنجح إذا كانت تسير ضد رغبة الشعبين الصيني والأميركي».وأكد وانغ أن سياسة الصين الخارجية تجاه الولايات المتحدة ثابتة وواضحة، مؤكدا: «نحن ملتزمون بتنمية علاقة صينية- أميركية تقوم على نبذ الصراع والمواجهة، وعلى الاحترام المتبادل والتعاون المربح للطرفين. 
في الوقت ذاته، نتمسك بشدة بمصالحنا المتعلقة بالسيادة والأمن والتنمية».
وتابع: «نحث الولايات المتحدة على التخلي عما لديها من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي، والنظر إلى الصين وإلى العلاقات الصينية- الأميركية على نحو عادل، والامتناع عن تلك الأقوال والأفعال السلبية، وخلق الظروف التي تعود بالعلاقات الثنائية إلى المسار الطبيعي». في السياق نفسه، شددت السلطات الصينية على الإجراءات الأمنية خارج القنصلية الأميركية بمدينة تشنغدو، بينما يستعد الدبلوماسيون الأميركيون داخلها للمغادرة بعد يوم من إصدار الصين أمرا بإغلاقها، وتجمع أفراد من الشرطة الصينية، من بينهم عدد من الضباط في ملابس مدنية، خارج القنصلية وأغلقوا الشارع أمام حركة المرور.وجاء الأمر الصيني بإغلاق تلك القنصلية رداً على إمهال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصين لإخلاء قنصليتها في مدينة هيوستون الواقعة في ولاية تكساس، والتي جرى إخلاؤها بالفعل، وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يوم الخميس الماضي، إن القنصلية كانت «مركزا للتجسس وسرقة الملكية الفكرية».