لماذا الربط السككي؟

اقتصادية 2020/08/18
...

حسين ثغب

تحقيق تعدد في الايرادات يمثل هدفاً للجميع، للنفاذ من صفة الريع النفطي التي تلازم الاقتصاد العراقي منذ عقود، وجعلته اسيراً لتصدير مادة النفط الخام، في وقت يمكن أن نتجه فيه الى استثمار قدرات العراق الطبيعية والبشرية والتي يمكن أن توصف بالنفط الدائم الذي يحقق ايرادات لا تنضب بل ويصار الى تعظيمها، وهنا يقترن الامر بخطط تطوير متوسطة وبعيدة الامد.لا نذهب باتجاهات عديدة بل نقف عند القناة الجافة العراقية حصرا، والتي تتكون من طرق سريعة وسكك حديد تربط الموانئ العراقية بموانئ البحر المتوسط، وهذا الامر يقدم منافع اقتصادية كبرى للعراق وحركة التجارة العالمية، سنتطرق الى جزء منها.
توجهات الربط السككي مع دول الجوار المطلة على الخليج العربي، امر يحتاج الى وقفة حقيقية، كونه لا يخدم العراق، ولسنا بحاجة الى ربط سككي لاغراض تجارية، بل المطلوب العمل على توسيع قدرات الموانئ العراقية واكمال الموانئ قيد الانشاء وجعلها نقطة الانطلاق لسكك الحديد التجارية من الخليج الى البحر المتوسط.
الربط السككي مع دول مطلة على الخليج العربي يحتاج الى وقفة حقيقية ودراسة من قبل مختصين بالشأن الاقتصادي، ومعرفة الجدوى الاقتصادية لما يتحقق عنه فعليا، ومقارنة ذلك حين يكون الاعتماد على الموانئ العراقية الوطنية، سنجد النتائج مذهلة وان الموانئ العراقية تحقق عائداً كبيراً لاقتصادنا وترفد الموازنة الاتحادية بارقام كبيرة، ولكن عند الاعتماد على موانئ خارجية لا تكون النتائج بمستوى الطموح ولا تخدم الاقتصاد العراقي. اصوات كثيرة تتعالى ومنذ سنوات وعبر منبر جريدة "الصباح" ومن خلال الصفحات الاقتصادية، تم عرض اهمية الاعتماد على الموانئ العراقية، وترك فكرة الربط السككي التجاري مع دول الجوار المطلة على الخليج العربي، واليوم عادت الاصوات مرة اخرى تتعالى من جديد رافضة اي ربط سككي مع الكويت او غيرها لاغراض تجارية. 
العراق يمتلك مقومات نجاح خطوط سكك الحديد المحلية وربطها بموانئ البحر المتوسط، وما يحققه هذا الامر لاقتصاد العراق، حيث سيكون ممراً يختصر الوقت لتجارة غرب العالم بشرقه وبالعكس، ويصل بضاعة الشرق الى الغرب بفترة لا تتجاوز 15 يوما بعد ان كانت تحتاج الى عدة اشهر، وهنا من البديهي ان اغلب شركات الانتاج العالمية سوف تقصد القناة الجافة العراقية، وعندها سيفعل قطاع النقل بسككه الحديدية وسواها من الوسائل، كما سيذهب الامر الى ابعد من ذلك وتعمل كبريات الشركات العالمية على جعل العراق نقطة انطلاق لصناعتها، وهنا ستتضاعف المنفعة المتحققة للعراق، ولكن كل ذلك يحتاج ارادة وطنية لتحقيقه، وترك اي فكرة ربط سككي تقلل المنافع للبلاد والعباد.