تايغر

علوم وتكنلوجيا 2020/09/14
...

نزار عبد الستار

شكَّل جلد النمر المبقع علامة بارزة في التاريخ البشري وأخذ بالتحول بفعل التكنولوجيا المتطورة من الجلد الذي يرمز الى القوة والبأس ويحتكره الابطال وقادة التجمعات البشرية الى قماش إغوائي لا تخلو منه خزانة اي امرأة في العالم.
ارتبطت ندرة جلد النمر بالقدرة غير التقليدية على صيد الوحوش الحيوانية وقبل اختراع البنادق والرصاص القاتل كان اصطياد النمر يعد من الانجازات العظيمة التي تدل على التفوق المطلق لذا كان كبار القوم يرتدونه من ضمن الملابس كي يوقعوا الرعب بين مريديهم ويعمقوا الهيبة ويرسخوا سلطة الخوف.
هذه الهيبة التي يعطيها جلد النمر لم تكن بعيدة عن أعين النساء الباحثات عن سلطة الانوثة ويقول التاريخ ان الكثير من الملكات جمعن بين السلطة الانثوية وقوة دلالة جلد النمر الذي استخدمته المرأة اولا كغطاء للرأس او كوشاح وكان يرمز ايضا لرفعة المقام واستخدم في الديكور وفي العروش وتغير الاستخدام مع ازدهار صناعة الاقمشة واول من فكر بجلد النمر المبقع هم شعوب البنغال الذين كانوا بارعين جدا في النسيج اليدوي الذي استولت بريطانيا على ابداعاته لاحقا وبنت امبراطوريتها النسيجية على
انقاضه.
البنغاليون كان لديهم حدس عميق باغوائية جلد النمر المبقع وادركوا بحس نسائي فائق ان هذا الجلد له روح تفاعلية شديدة العمق.
والحقيقة ان النساجين في القرن الثامن عشر كانوا على الاغلب من الفتيات الصغيرات في السن لان النسيج الدقيق يحتاج الى اصابع رشيقة وصغيرة وفيها مرونة كبيرة.
فتيات البنغال هن من ادخلن طبعة جلد النمر المبقع على الاقمشة الامر الذي جعله ينتشر بين نساء الهند بشكل واسع ومنهن انتقل الى نساء الانكليز 
واوروبا.
كانت النقشة شديدة الاغراء وانتشرت بسرعة البرق بين النساء اللواتي وجدن فيها قوة ابهار لا مثيل لها.
وهكذا وبدلا من ان يكون النمر المبقع وسيلة للتفاخر وقوة البأس اصبح قماش نقشة التايغر رمزا للحب والاغواء وتحول الى وسيلة نسائية لقهر
الرجال.