بعد فشل مهمته..الحريري يشدّ الرحال الى باريس

قضايا عربية ودولية 2020/12/26
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط
 
 
لم يعد يثق اللبنانيون ومعهم المراقبون في تصريحات التفاؤل، والوعود التي يطلقها ساستهم وهم يحاولون تبرير إخفاقهم في صياغة كوّة أمل؛ لشعب بات على شفير الانهيار، تلاحقه الأزمات من كل جانب، الحريري الذي لم يفِ بوعده، ولم يشكل الحكومة، توجه أو سيتوجه الى باريس؛ شاكياً عسر التشكيل الى الباب الفرنسي العالي ماكرون، والبطريرك الراعي الذي عجزت وساطته؛ يؤكد عدم تراجعه.
في الوقت الذي يدور فيه الفرقاء اللبنانيون في حلقة التشكيل الحكومي الفارغة، وتلحق مبادرة البطريرك الراعي بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بوصولهما الى عتبة انسداد الأفق، يأتي التصريح اللافت من قبل السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله بأن الحزب لا يستبعد «عدوناً إسرائيلياً» على لبنان، بقوله: إن "احتمال حصول عدوان قائم"، في إشارة إلى حالة التأهب التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على حدوده الشمالية.
وبخصوص الملف الداخلي الشائك قال صفي الدين:  "كنا وما زلنا نعتبر أن الأزمة الاقتصادية في لبنان أنتجها اللبنانيون أنفسهم مع دفع من الخارج، ولو لم يستجيبوا للضغوط الأميركية لما كنا وصلنا إلى هنا" مؤكداً أن "لبنان لا يتحمل الانقلابات، ولا أن تفرض عليه الحلول بالقوة، وهو لا يتحمل إلا التفاهم والتشارك، وهذه حقيقته التاريخية".
في سياق ذلك علمت «الصباح» أن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي بات في وضع شديد الحرج، إثر عدم تشكيله الحكومة، كما وعد اللبنانيين الإسبوع الماضي، غادر أو سيغادر الى باريس، بعد فشل مهمته، ولم يتم الإعلان عن ذلك لدواعٍ أمنية، الحريري سيمضي عطلة عيدي الميلاد، ورأس السنة (مع اسرته) في فرنسا، ولا شك أن الرئيس المكلف كما تفيد المعلومات؛ سيلتقي في باريس بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صاحب المبادرة الإنقاذية المتعثرة في لبنان، بعدما تعافى الأخير من كورونا كما يفترض، وسيمارس نشاطه خلال أيام، وسيقدم الحريري لماكرون تقريراً عن حصيلة جهوده في المسار الحكومي، ونتيجة لقاءاته الأخيرة مع الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا.
الى ذلك أفادت المصادر القريبة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي بأنه "برغم الانتقادات اللاذعة التي وجهها البطريرك الى الساسة، الذين اتهمهم بالتقصير، فإن بكركي لن توقف مساعيها، لأن وضع البلد أصبح على شفير الهاوية، وتشكيل الحكومة هو حاجة ملحّة"،  ودعت مصادر بكركي جميع القوى السياسية الى "التنازل والتخلي عن شروطها لمصلحة لبنان"، متوقعة ان "يُجري الراعي سلسلة لقاءات بعد الأعياد من أجل تدوير الزوايا وتأمين ولادة سليمة للحكومة"، بينما رأى النائب فريد هيكل الخازن أن "البطريرك الراعي حاول أن يقوم بمسعى بين الرئيسين عون والحريري وتفاجأ بعد يومين من الإيجابية بعوامل عرقلت عملية تشكيل الحكومة"، وأكد الخازن أن "غياب الرئيس عون عن قداس العيد هو بسبب كورونا ولا حاجة لإعطاء أي بعد سياسي لهذا الغياب" مردفاً "إنما لا علاقة لهذا الأمر بإلغاء مشاركة الرئيس عون بالقداس، وإن علمنا أن هناك علاقة فسيكون لنا موقف كبير بهذا الصدد، لأن هذه الزيارة هي تقليد لا نقبل المساس به".
واتهم الخازن التيار العوني بمحاولته الاستئثار بمعظم الحقائب الوزارية بقوله : "التيار الحر لا يشبع وهو يعاني من حالة جوع للحقائب، والبطريرك منزعج جداً من التأخير في تشكيل الحكومة".
في السياق، أشار الصحفي اللبناني حسين عاصي الى الوعد الذي قطعه الحريري بتقديم «تشكيل الحكومة» عيدية لللبنانيين قبل أعياد الميلاد، معلقاً "على السياسيّين إدراكه، أنّ مثل هذا الكلام، بات أقرب إلى "النكتة السمجة"، فالحكومة ليست عيديّة ولن تكون، لأنّ تأليفها أصلاً ليس مِنّة منهم للشعب، ولا «كرم أخلاق» ، وإنما هو بكلّ بساطة واجب كان عليهم إنجازه منذ أشهرٍ طويلة، وما تقاعسهم وتأخّرهم سوى دليلٍ إضافيّ على فشلهم وعجزهم، وهو ما لا يعطيهم "حقّ" تحويله إلى "هديّة" وما شابه.