توقع مصدر لبناني نقلاً عن معطيات لمسها أن "إيران ولبنان، أصبح احتمال تعرضهما لهزة أمنية وعسكرية بعيدا، وكان ذلك سيشعل أكثر من جبهة في المنطقة، بفعل نزعة مستحكمة، لدى الرئيس المهزوم دونالد ترامب في الانتخابات، في تصفية حسابات كارثية مع إيران، ومن يعتبرهم وكلاءها في المنطقة"، إثر التداعيات التي ترتبت على اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول.
ويؤكد المصدر لـ "الصباح" أن "كلامه يستند لمعلومات ومعطيات، بعد تورط ترامب في فضيحة تحريض أنصاره من مثيري الشغب على اقتحام الكونغرس، الأربعاء الماضي، لنسف جلسة التصديق على نتائج الانتخابات التي خرج منها بخفي حنين"، مضيفاً "وبعد التحرك المحتمل في إجراءات عزله في حال تعذر تفعيل المادة 25 من الدستور الأميركي، الخاصة بتنحية الرئيس من منصبه، وترامب اليوم لا يرى أمامه سوى تخليص رقبته من الإقالة أولاً، ومن التبعات القانونية التي ستطاله".
ويختلف مع القراءة الماضية فريق من الساسة والإعلاميين في لبنان يعتقدون أن "ترامب ربما يندفع أكثر بعد ارتدادات حادثة الكونغرس، لتصدير ازمته الخانقة، فـ(يعمّلوا شي فشّة خلق) في المنطقة، ومن المحتمل أن تصل النار الى لبنان، لهذا سارعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، لاتخاذ مساعٍ عاجلة لمنع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، من ارتكاب أي عمل عسكري عدائي، بما في ذلك تنفيذ ضربة نووية محتملة".
وكانت بيلوسي قد قالت أمس الأول الجمعة: "تحدثت هذا الصباح إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة، لمناقشة الاحتياطات المتاحة لمنع الرئيس غير المتزن، من الشروع في الأعمال العدائية العسكرية، أو الوصول إلى رموز الإطلاق والأمر بضربة نووية".
في السياق يبدو أمين عام "حزب الله" اللبناني"، أقرب الى رؤية الحذر، من أيام ترامب الأخيرة بعد حادثة الكونغرس، حيث ذكر السيد حسن نصر الله، ان "حقيبة الزر النووي الأميركي بيد مجنون"، متابعاً أن "حقيقة ترامب الإجرامية انكشفت أمام شعبه"، مشيراً الى أن "ما حصل في أميركا أمر كبير جداً، وستكون له تداعياته عالمياً، وهو مشهد اعتاد الأميركيون تطبيقه في دول أخرى، لكن ترامب نفذه في الولايات المتحدة"، في إشارة إلى أحداث اقتحام مبنى الكابيتول.
ولفت نصرالله إلى أن هذه الأحداث "خطيرة جداً، وكبيرة جداً، ولا يمكن تسخيفها أو تصغيرها مهما حاول البعض"، مضيفاً أن "ما شهده الأميركيون في ليلة واحدة قليل مما فعله ترامب من جرائم على مدى 4 سنوات في سوريا والعراق واليمن وجريمة اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس"، وخلص نصرالله الى القلق، معرباً عن أمله في "أن تمر الأيام المقبلة من ولاية ترامب بخير على العالم".
بالمقابل قد تشهد عملية تشكيل الحكومة اللبنانية انفراجاً ما، بعد تقهقهر ترامب السياسي وانكفائه أخيراً على لهجة (تصالحية) مع الديمقراطيين، وتعهده المتأخر بتسليم السلطة، بعد خطابات كارثية طالت أميركا والعالم، فرئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري ربما أصبح اليوم أكثر تحرراً من القيود التي وصلت حد الفيتو على مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة، والتلويح بعصا العقوبات؛ سلاح ترامب الأثير.