البرنامج النووي الايراني.. الدبلوماسية والعقوبات والتهديد الاسرائيلي

قضايا عربية ودولية 2021/02/27
...

  واشنطن: وكالات
 

قال المتحدث باسم الخارجيَّة الأميركيَّة نيد برايس: إنَ سياسة الضغط الأقصى على إيران أدَّت إلى أنَ السلطات الإيرانيَّة باتت الان أقرب بكثير من إمكانيَّة إنتاج السلاح النووي، وأضاف برايس: «إذا نظرنا إلى نتائج سياسة الضغط الأقصى سنصل إلى استنتاج واحد، كان ينبغي أنْ تساعد على التوصل إلى صفقة أفضل (بشأن البرنامج النووي الإيراني)، وعزل إيران عن بقيَّة العالم، ولكن في الواقع، لم يسفر كل ذلك عن أي شيء من هذا القبيل، اليوم، بعد رحيل إدارة الرئيس دونالد ترامب، اقتربت إيران كثيراً من إنتاج الأسلحة النوويَّة».

ووفقاً للمتحدِّث الأميركي برايس، لم يترافق الضغط الأقصى مع النشاط الدبلوماسي المطلوب، لذلك «نحن في مكاننا الحالي»، وأضاف، «لقد انتقلنا إلى مسار جديد - الدبلوماسيَّة الذكيَّة، مع حلفائنا وشركائنا».وشدَّد برايس، على أنَّ العودة للمشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة للبرنامج النووي الإيراني، تعدّ بالنسبة لبلاده وسيلة لتحقيق بعض الأهداف الستراتيجيَّة التي تتلخص في ضمان عدم تمكن إيران من امتلاك أسلحة نوويَّة، وقال برايس: إنَّ رئيس الولايات المتحدة أوضح هذا الأمر: «الطريقة الأفضل والأكثر فعاليَّة لذلك، هي الدبلوماسيَّة»، وأكد أنَّه «لو عادت طهران إلى تنفيذ التزاماتها في الصفقة، فستفعل واشنطن الشيء نفسه».في سياق متصل، ألمح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى توجيه ضربة عسكريَّة إلى إيران، على خلفيَّة التوتر السائد بين الطرفين.وأجرت صحيفة «يسرائيل هايوم» العبريَّة، أمس الجمعة، حواراً مع نتنياهو، ذكر من خلاله أنَّ إسرائيل تقوم بأيِّ عملٍ يحول دون امتلاك إيران سلاحاً نووياً، وأنَّ إسرائيل عملت وستعمل بأي شكل وبأي طريقة كانت لتحقيق هذا الغرض.وبشأن سؤال أنَّ الوضع الحالي لإسرائيل أمام إيران يعني أنَّ الحلَّ الأخير والمتبقي هو الحل العسكري، قال نتنياهو: «لقد تصرفنا بعدة طرق، ولن أفصح عن كل ما فعلناه، مارسنا ضغوطاً سياسيَّة، ونجحنا في تمرير عقوبات اقتصاديَّة وغيرها ضد إيران، حتى في عهد الرئيس باراك أوباما».وزعم نتنياهو أنَّ «إسرائيل قامت بعمليات استخباريَّة مهمة وستراتيجيَّة، مثل الغارة على الأرشيف النووي الإيراني، وغيرها من الوسائل التي لن يفصح عنها في الوقت الحالي»، على حد تعبيره.وكان نتنياهو قد أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن «عزمه على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، سواء باتفاق أو بدونه، وأنَّه لن يترك أمن إسرائيل في يد أحد».في المقابل، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان، أمس الجمعة، عن موقف تل أبيب أمام إيران في أي مواجهة عسكريَّة حاليَّة.وذكر ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتينو» الإسرائيلي، في كلمة مهمة له في مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، بشأن إيران: «انَّ إسرائيل تعيش حالة أو وضعاً أصعب من أيِّ وقتٍ مضى في حالة مواجهة إيران، أو أمام إيران في الوقت الراهن».وأكد أنَّ «هناك حالة من الغموض بين المستويين، السياسي والعسكري، في تل أبيب، والوضع أسوأ مما كان عليه قبل حرب السادس من تشرين الأول 1973، أو ما يعرف بيوم الغفران».وأضاف ليبرمان أنَّ «إسرائيل لا تريد الدخول في مواجهة عسكريَّة مع إيران، ولكن يجب على تل أبيب أنْ تضع خطوطاً حمراء واضحة لأي خطر يهدد وجودها، حتى لو كان هذا الخطر هو مواجهة إيران»، مشيراً إلى أنَّ «التطبيع مع دول الخليج خطوة مهمة، ولكنه لن يمنع إيران من تطوير برنامجها النووي».وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أنَّ «إيران مستمرة في تهديد إسرائيل، سواء مع توقيع اتفاق جديد أو بدونه، وأنَّه بالتالي على إسرائيل الاستعداد لأي مواجهة محتملة مع إيران».ولفت رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» إلى أنَّه أمام الولايات المتحدة تحديات كثيرة، ما يعني أنَّ على إسرائيل الاستعداد لمواجهة إيران بمفردها، بالتوازي مع خلق حوار هادئ مع الولايات المتحدة، مدعياً أنَّه حتى في حال التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، فهو على المدى المتوسط ​​فحسب، ولن يمنع إيران من التسلح وتهديد إسرائيل.