واشنطن تعمل في الظل رداً على الهجمات الإلكترونيَّة

علوم وتكنلوجيا 2021/05/27
...

  واشنطن: أ ف ب
 
ترد الولايات المتحدة بنشاط على الهجمات الإلكترونية التي تطالها إلا أنها تعمل بسرية تامة ما قد يظهرها في موقع ضعف في وجه غزوات قراصنة روس وصينيين تزداد جرأة.
لفتت تغريدة أخيرة لكتيبة 780 في سلاح البر الاميركي الانتباه. فقد أعادت وحدة المقاتلين في الفضاء الالكتروني هذه بث اعلان لشركة الأمن الالكتروني «ريكورديد فيوتشر» تؤكد تعطيل خوادم قراصنة المعلوماتية «دارك سايد».
لا يعرف أحد من سيطر على «دارك سايد» وهي منظمة مقرها في روسيا تقف وراء الهجوم الإلكتروني على شركة «كولونيال بايبلاين» الاميركية المشغلة لخطوط انابيب رئيسية في البلاد.
شكلت هذه التغريدة رسالة إلى قراصنة المعلوماتية في محاولة لثنيهم عن شن هجمات مماثلة مع أن محللين يعتبرون أن الردع غير موجود في الفضاء الالكتروني.
ويقول جون ليندساي الخبير في الأمن الإلكتروني في جامعة تورنتو «الردع هو القيام بالتهديد. وقد يكون له جانب عقابي لكن من يتعرض للعقاب؟ الوضع غامض جدا» ومن شبه المستحيل تحديد من يقف وراء هجوم بالتأكيد.
سمع الجمهور العريض للمرة الأولى بهجوم إلكتروني أميركي في العام 2010 عندما شل الفيروس «ستاكسنت» الذي نسب بشكل واسع إلى إسرائيل والولايات المتحدة من دون أي اعلان مسؤولية، مجمع لأجهزة طرد مركزي تستخدمها طهران لتخصيب اليورانيوم.
لكن منذ ذلك الحين تعرضت الكثير من الهيئات والشركات الأميركية لهجمات قراصنة صينيين سرقوا قواعد بيانات وأسرارًا صناعية وروس تدخلوا في الانتخابات وكوريين شماليين سرقوا بتكوين فضلا عن قراصنة معلوماتية اختلسوا ملايين الدولارات من شركات وسلطات محلية ومستشفيات.
أمام هذه الهجمات لزمت وزارة الدفاع الأميركية الصمت واعطت الانطباع بأنها لا تبذل أي جهد للرد.
إلا أن الجنرال بول ناكاسون الذي يشرف على وكالة الاستخبارات العسكرية (وكالة الأمن القومي) والقيادة الأميركية للفضاء الالكتروني (سايبركوم) أكد قبل فترة قصيرة أن هذا الانطباع غير صحيح.
وقال امام لجنة في الكونغرس «عندما نرى أطرافا ينشطون من الخارج نحاول أن نجعلهم يدفعون أغلى الأثمان إن كان ذلك عبر الكشف عن هويتهم علنا أو تشارك المعلومات مع مجموعة من الحلفاء أو عندما نحصل على الأذن عبر شن عمليات ضدهم».
لكنه رفض اعطاء أمثلة محددة عن هجمات مضادة.
إلا أن النائبة عن ميشغن إليسا سلوتكين المحللة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) تقول إن «الانطباع المهيمن هو أن الردع مفقود وأن مجموعة صينية أو روسية يمكنها أن تهاجمنا من دون عقاب».
وتضيف «يجب إيجاد طريقة لعدم الاكتفاء بالعمل في الظل والتواصل مع الشعب الأميركي ليدرك اننا لسنا ضعفاء».
في السنتين الأخيرتين كشف الجيش الأميركي وإن بتقتير، عن بعض نشاطاته في الفضاء الإلكتروني.