تباين دولي بشأن طرق محاكمة المتطرفين العائدين من سوريا

الرياضة 2019/02/19
...

الصباح / وكالات
 
 
بعد ساعات من دعوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب دول اوروبا لاستعادة مواطنيها ممن انخرطوا في القتال في صفوف الجماعات الارهابية. تعاطى المسؤولون الأوروبيون بفتور مع مطالبته لهم باستعادة مواطنيهم المعتقلين في سوريا ومحاكمتهم في بلدانهم، كما تباينت ردود العواصم الأوروبية على طلب ترامب. 
اذ قالت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: إنه «لن يكون هناك قرار على مستوى الاتحاد الأوروبي  فالمسألة من اختصاص كل حكومة»، بيد أنها أشارت في المقابل إلى أنه «يمكن أن يكون لدينا تفكير مشترك للوصول إلى حل منسق».
وبالنسبة إلى فرنسا وبريطانيا وبلجيكا، يجب إحالة المتطرفين الأجانب على القضاء في المكان الذي ارتكبوا فيه جرائمهم «طبقا للإجراءات القانونية المناسبة، في النطاق القضائي الأكثر ملاءمة»، بحسب ما قال متحدث باسم رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي. 
وفي الإطار نفسه أعرب رئيس الحكومة البلجيكية شارل ميشال عن الأمل بأن تتم محاكمة المتطرفين الأجانب المحتجزين في سوريا «على أبعد تقدير» في المنطقة التي عاثوا فيها فسادا، حسب تعبيره. وكان وزير العدل البلجيكي طالب بـ «حل أوروبي» داعيا إلى «التفكير بهدوء والتطلع إلى ما يحمل أقل المخاطر الأمنية».
وإزاء هذه المسألة تبدي فرنسا تحفظا شديدا وقالت وزيرة العدل نيكول بللوبليه «أعددنا أنفسنا في حال كان هناك جديد، لكن فرنسا لا ترد على هذه التعليمات (من قبل ترامب) وتحتفظ بحقها في التعاطي مع كل حالة على حدة». وأضافت «في الوقت الحاضر لن نغير سياستنا».
أما برلين فتبدو الأقرب إلى التجاوب مع دعوة ترامب، إلا أنها تعتبر أن استرداد الارهابيين في الوقت الحاضر «سيكون غاية في الصعوبة»، بحسب وزير الخارجية هايكو ماس. وأشار إلى ندرة المعلومات الواردة من سوريا والتي تتيح إجراء ملاحقات قضائية في ألمانيا، مضيفا أن برلين «تريد التشاور مع فرنسا وبريطانيا حول كيفية التحرك». 
وتبدي السويد ترددا كبيرا إزاء فكرة استعادة المتطرفين من مواطنيها لثغرات في قوانينها بهذا الصدد. وقال وزير الداخلية السويدي مايكل دامبرغ «لا بد من محاكمة السويديين الذين قاتلوا في صفوف التنظيمات الارهابية في البلدان حيث هم».  
بدورها أفادت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل، بأن مجلس الشؤون الخارجية الأوروبية وافق على حق كل دولة أوروبية في اتخاذ قرارها بشأن استقبال ارهابيي «داعش» المقبوض عليهم في سوريا. 
 
تحذيرات جديدة
في سياق الحديث عن الارهاب خاصة بعد هزيمته في سوريا  قالت الخارجية الروسية  إن إرهابيي تنظيم «داعش» الإرهابي يتمركزون بصورة كبيرة في ليبيا في الآونة الأخيرة، وباتوا يعززون من صلاتهم مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي.
وتابع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي: «في ليبيا، بما في ذلك طرابلس، يزيد تنظيم «داعش» من نشاطاته، ويستغل انهيار الحكومة وتقسيم البلاد، ويقوم بتعزيز العلاقات مع تنظيم القاعدة، المتواجد بالقرب من الهلال النفطي، وموانئ النفط، على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ، شرقًا، ومدينة درنة في الجنوب».
وأشار إلى أن الوضع في جنوب البلاد معقد بسبب اختراق المتطرفين من تشاد للحدود الليبية.
كما حذر بوغدانوف من أن إرهابيي «داعش» بدأوا في الوصول إلى أفغانستان في ظروف وصفت بـ»الغامضة». 
وقال إن هذا الانتقال «الغامض» لإرهابيي «داعش» يهدد دول معاهدة الأمن الجماعي.
وأردف «هناك خطر كبير من تدفق الإرهاب في الشرق الأوسط إلى فضاء رابطة الدول المستقلة عبر أراضي أفغانستان، حيث تتمكن عناصر داعش، في ظل ظروف غامضة، من الوصول اليها عبر بعض البلدان المجاورة».
وجاءت تصريحات نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، خلال كلمته في مؤتمر «الشرق الأوسط: مرحلة جديدة، مشاكل قديمة».  
 
معرض للغنائم الحربية
وبينما تنتهي الحرب على الارهاب في سوريا يقام في موسكو يوم الاحد المقبل ولمدة اربعة ايام استعراض للمعدات العسكرية التي كانت بحوزة الارهابيين.
وسيجوب المعرض الذي يحتوي على أسلحة وآليات عسكرية تم غنمها من الإرهابيين في سوريا، مدن روسيا، بواسطة القطارات.
وسينطلق أحد القطارات من العاصمة موسكو في الثالث والعشرين من  شباط 2019، متوجها إلى مدينة فلاديفوستوك في الشرق الروسي. وسيتوقف القطار خلال رحلته إلى الشرق الروسي في 61 مدينة.
ويحمل القطار 40 قطعة سلاح وعتاد عسكري من الأسلحة والمعدات العسكرية التي استخدمها الإرهابيون، ومنها دبابة «تي- 55» ومركبة ACV-15 القتالية المدرعة وسيارة YPG Eagle Head المدرعة التي تم غنمها من الإرهابيين.
وسينطلق قطار آخر في 27من هذا الشهر، متوجها إلى جنوب شطر روسيا الأوروبي.
وقال فاديم أستافييف، مدير جهاز الإعلام التابع للمنطقة العسكرية الجنوبية، إن القطار الذي يحمل غنائم الحرب ضد الإرهاب سيتوقف خلال رحلته التي تستمر حتى 6  آذار 2019 في 8 مدن هي روتسوف وكراسنودار وكيرتش وسيفاستوبول ونوفوروسيسك وكروبوتكين وسالسك وفولغوغراد.
 
 
دعوة للاستسلام
من جانب آخر من سياسة واشنطن الخارجية أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن بلاده تسعى لتحقيق “انتقال سلمي” للسلطة في فنزويلا، داعياً الجيش الفنزويلي لدعم زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو الذي نصب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، قبل فوات الأوان.
وقال ترامب أمام تجمع للفنزويليين المقيمين في الولايات المتحدة: “نحن نريد انتقالا سلميا” للسلطة في فنزويلا، لكن جميع الخيارات مطروحة”، داعيا الجيش الفنزويلي للتوقف عن دعم الرئيس نيكولاس مادورو والاعتراف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا للبلاد.
وتابع ترامب: «ويمكنكم مواصلة دعم مادورو، في حال اخترتم هذا الطريق فلن يكون لكم ملاذ آمن أو مخرج سهل، ستفقدون كل شيء. 
من جانبه أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن عصر الانقلابات والتدخلات الأميركية في شؤون الدول قد ولى، واصفا الولايات المتحدة بـ «إمبراطورية مجنونة»  حسب تعبيره.
وكتب مادورو في تغريدة على «تويتر»: «لا تدرك الإمبراطورية في جنونها، أن وقت مدافع الأسطول والانقلابات والتدخلات قد مضى».   
وأضاف: «الآن عصر الاستقلال  وختم تغريدته بالقول: «لندافع عن السلام». 
بدوره جدد الاتحاد الأوروبي تمسكه بإيجاد مخرج سلمي للأزمة في فنزويلا من خلال إجراء انتخابات رئاسية.   
وأعلنت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني رفضها لتبني الخيار العسكري في الأزمة الفنزويلية. وقالت خلال مؤتمر صحافي إثر اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد «لقد استبعدنا بشكل قاطع أي دعم من قبل الاتحاد الأوروبي لتصعيد عسكري في فنزويلا، أو أي قبول بذلك». 
كما رفضت موغيريني أي إجراء يطال سكان فنزويلا واقتصادها، لكنها لم تستبعد إضافة أسماء جديدة إلى قائمة الأفراد في نظام مادورو وقالت «ستكون عقوبات محددة ومبررة بمسؤولية عن أعمال العنف أو إعاقة الديموقراطية». 
وأوضحت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي وأوروغواي، اللذين يشاركان في ترؤس مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بفنزويلا، سيرسلان بعثة تقنية  الاسبوع المقبل إلى كراكاس بهدف «تقييم الدعم الواجب تقديمه لفتح الطريق أمام انتقال ديموقراطي وسلمي» وخصوصا إجراء «انتخابات رئاسية حرة».
وأكدت أن أعضاء البعثة «سيلتقون مختلف الفرقاء»، مضيفة «نسعى إلى مخرج سلمي لهذه الأزمة».