بيروت: جبار عودة الخطاط
أجواء من التفاؤل أشاعتها الاتصالات التي أعقبت عمليَّة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وهناك حديث يدور في الأروقة السياسية اللبنانية مفاده بأن ثمة جهوداً دولية تقودها باريس للدفع باتجاه إتمام تشكيل الحكومة قبل حلول الذكرى السنوية الأولى لفاجعة مرفأ بيروت في 4 آب المقبل، بينما يشكك مراقبون في واقعية هذا الطرح في ضوء التعقيدات التي تكتنف مسار التأليف.
قصر الأليزيه الذي يعتزم تنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان في مطلع الشهر القادم وبالتزامن مع ذكرى الانفجار الكارثي الذي عصف بالعاصمة اللبنانية، يسعى إلى توظيف الزخم الدولي الذي يريد تحجيم مساحة الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي باتت تتهدد الكيان اللبناني، أما رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي فأعلن بعد لقائه الرئيس اللبناني عون من قصر بعبدا "أهمية تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، وستكون لدينا اجتماعات متتالية في الأيام المقبلة والأجواء إيجابية"، وهذا ما ذكره النائب اللبناني قاسم هاشم، الذي أكد أنَّ "أجواء التأليف الحكومي حتى الآن إيجابية وتركت ارتياحاً نتيجة تكامل مواقف الكتل لناحية طلب الإسراع بتشكيل الحكومة".
هاشم أوضح في حديث إذاعي تابعته "الصباح"، أنَّ "صعوبة الوضع المعيشي الحالي يدعو الجميع إلى التعاطي بإيجابية في ملف تشكيل الحكومة، في ظل إجماع لبناني على عدم جواز الانتظار والتسويف"، وأكد هاشم أنَّ "من أولى أولويات الحكومة العمل على وقف الانهيار والانتقال إلى مقاربة الملفات المختلفة، ويبقى الأساس هو حماية البلد".
في الموازاة حذرت أوساط سياسية من التعويل كثيراً على أجواء التفاؤل وأعادت إلى الذاكرة نفس الأجواء التي تمت إشاعتها في مستهل تكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قبل أن يدخل فعلياً في معمعة التفاصيل التي غالباً ما ينفخ فيها الشيطان السياسي من روعه ما يجعل الكثير من الملفات تصاب بالشلل والتعطيل، في حين تشير أطراف أخرى الى أنه ليس من الصواب مقارنة مسألة تكليف الحريري مع تكليف ميقاتي فالأخير وهذا خلاف سلفه يحظى اليوم بدعم دولي أثمر عدم ممانعة سعودية في هذا المسار.
في غضون ذلك انعكست الأجواء الإيجابية التي يتم تداولها الآن على السوق المجنونة للدولار في لبنان وشهدت العملة الأميركية نزولاً لامس الـ 1700 ليرة للدولار بعد أن كان قفز في الأيام الأخيرة ولامس عتبة الـ 2200.
