ريادة الأعمال واختيار المشاريع

اقتصادية 2021/12/04
...

 ياسرالمتولي
 
يجري الحديث عن اهمية المشاريع الصغيرة في تحقيق خطوات نحو التنمية الاقتصادية .
فمثلما تحكي لنا التجارب العالمية عن قصص نجاح اقتصادات دول نامية عند ولوجها انشاء هذه المشاريع فان خبراء الاقتصاد يجدون في تلك التجارب افضل وسيلة لتحقيق النمو ويوصىون بدعم هذا المفصل المهم والحيوي .
وعلى الجانب الآخر فإن خطوات متواضعة قطعت في هذا المجال خصوصاً عبر مبادرة البنك المركزي العراقي بتخصيص ترليون دينار لإقراض الشباب العاطل بشروط ميسرة لانشاء مشاريع صغيرة احد ابرز واهم هذه الخطوات التي تتطلب تعزيزها بمبادرات اخرى داعمة من قبل مؤسسات الدولة المختلفة .
وعند تقييم هذه الخطوات الرائدة تجد ان النتائج المتحققة بمعالجة معضلة الشباب العاطل ليست بمستوى الطموح او ليست كما يتصورها الخبراء بأنها أي المشاريع الصغيرة الحل الامثل، وكما حققتها تجارب الدول التي حققت قصص نجاح معروفة في هذا المجال .
ما الاسباب وراء هذه الفجوة اوالفوارق؟ 
الجواب يتلخص في عدة اسباب ومن ابرزها عملية اختيار المشاريع الناجحة، وضعف التوجه نحو ريادة الاعمال لتفضيل اكثر الشباب الوظيفية الحكومية، وهنا يسجل خلل في ثقافة العمل تتحمله الدولة واجهزة الاعلام والمجتمع ونظرته الخاطئة للوظائف .
هذه العوامل بمجملها بحاجة الى مراعتها في البرنامج الحكومي والسعي لتفكيك هذه المفاهيم والعمل على تغيير النظرة الى الوظيفة او فرصة العمل عبر تشريعات داعمة لتوجهات ريادة الاعمال وانشاء المشاريع وتنويعها وعبر تشريعات تشجيعية تتعلق بالامتيازات والضمانات التي يتمتع بها موظفو الخدمة الحكومية فضلا عن برامج ارشادية وتوعوية باهمية ريادة الاعمال عبر وسائل الاعلام المختلفة  .
وللامانة لا بد من الاشارة الى المبادرات الرائدة التي قام بها القطاع الخاص والتي من بينها استحداث محطات لريادة الاعمال ونوادٍ حرفية تؤسس لثقافة الاعتماد على القدرات والامكانيات المتاحة لانتزاع فرص عمل عبر ولوج انشاء المشاريع الصغيرة التي يعول عليها بامتصاص الحجم الاكبر من البطالة من خلال الدورات التدريبية والتأهيلية التي تسهم في تخفيف الضاغط الاجتماعي على الوظائف العامة التي باتت غير قادرة على استيعاب هذا الكم المتراكم من الشباب العاطل .
وبالعودة الى جدلية العلاقة بين ريادة الاعمال واختيار المشاريع الناجحة فيتعين على الشباب الباحث عن انشاء مشروع ناجح يحقق مراده وأهدافه اختيار المشروع بعد احتساب الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع للاستفادة القصوى من القروض الممنوحة، وان يقارن بين التقليد والابتكار عند اختيار المشروع بهدف تحقيق النجاح المطلوب اي القيام بدراسة حاجة السوق لمخرجات هذا المشروع ومدى امكانيته المنافسة ودراسة المخاطر الناجمة عن تأسيس 
المشروع .
والنتيجة المنطقية التي توصلنا لها ان لا حل في الافق في معالجة البطالة إلا عن طريق ريادة الاعمال واختيار المشروعات 
الناجحة.