ريادة الأعمال.. الحال والمآل

اقتصادية 2021/12/08
...

 عبدالزهرة محمد الهنداوي
 
ريادة الأعمال لاتقتصر على الرجال من دون النساء، بل لعل النساء في بعض البلدان يتقدمن على نظرائهن من الرجال في ريادة الاعمال التجارية والاقتصادية وحتى الصناعية والزراعية، وتشهد بعض الدول زيادات سنوية واضحة من جهة هذه الريادة لصالح المرأة.
وإذ أتحدث عن العلاقة بين ريادة الأعمال والنساء، فليس بقصد المطالبة باقتصار هذه القضية على المرأة وحسب، انما هي مقدمة، للإشارة الى أن دور المرأة عندنا، في امتلاك الشركات، او تأسيس وتنفيذ المشاريع التنموية، ما زال متواضعا جدا، نتيجة الكثير من الضغوط والمحددات التي تقف حائلا امام انطلاق النساء في هذا المضمار، كما أن الخوض في هذا الملف، هو بهدف الاضاءة ولو بالنزر اليسير، على قضية ريادة الاعمال في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل مرتكزا ومنطلقا، نحو النهوض بالواقع التنموي في جميع المفاصل، وفي هذا النوع من المشاريع على وجه التحديد، تشير البيانات الى أن حضور المرأة لا تتجاوز نسبته الـ (5 %)، بينما يستحوذ الرجال على نسبة
(95 %).
 وقد تكون هذه الجزئية ليست شديدة الأهمية بقدر الأهمية الكبيرة للمشاريع والمؤسسات ذاتها، فالهدف في نهاية المطاف، النهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية، ومن هذه النافذة، يمكن الدخول الى منطقة ريادة الأعمال في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي تشمل قطاعي الصناعة والزراعة في المقام الاول، ثم تأتي باقي القطاعات ومن بينها السياحة والتجارة والاستثمار، وغيرها، وفي جميع هذه المجالات فإن الشباب هم المتصدون الاوائل لتأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ولكنهم يواجهون في ما بعد، لا سيما الشابات منهم، ظروفا وتحديات صعبة، اضطر بعضهم الى التخلي عن مشروعه، الذي كان يبني آمالا كبيرة عليه، وهنا يمكن الاشارة الى بعض المبادرات التي تمثل رسائل ايجابية لجهات اخرى يمكن ان تنحو ذات النحو في دعم المشاريع الشبابية، ومن المبادرات التي يمكن اعتبارها مؤثرة هي تلك التي تبنتها رابطة المصارف الخاصة العراقية، في دعم الشباب بتأسيس مشاريعهم الخاصة، خصوصا في ما يتعلق بتوفير الظروف المطلوبة مثل التدريب والتأهيل لهؤلاء الشباب وتسليحهم بالكفاءة، التي تمكنهم من ادارة مشاريعهم بنجاح.
ومع اهمية هذه المبادرة، فإنها غير كافية، إنما ينبغي أن يكون لدينا توجه عام على المستويين الحكومي والقطاع الخاص، لدعم ريادة الاعمال في العراق، من خلال استيعاب مشاريع الشباب في المدن الصناعية والزراعية، ومنحهم القروض الميسرة، بضمان المشروع نفسه، وأكاد أجزم أن الكثير من الشباب والشابات، لديهم رغبة جامحة وقدرة فكرية وادارية جيدة تمكنهم من الدخول في هذا المعترك، وتحقيق نتائج ذات شأن فيه، وإن هي الا سنوات قلائل حتى نبدأ بتلمس هذه النتائج التي ستمثل إضافة قيمة اقتصادية كبيرة للتنمية.