نجاح العلي
جميع الدول تضع في حساباتها وخططها التنموية انشاء مدن ادارية جديدة سواء في العاصمة او المحافظات والاقاليم، تتوافق وتتواءم مع متطلبات العصر، لانه من الصعوبة هدم المدن القديمة وبناء مدن بدلها لاسباب اقتصادية باهظة ومكلفة فضلا عن اسباب تراثية واثارية تتعلق بالحفاظ على الموروث الحضاري، واسباب اسكانية تتمثل في ايجاد بدائل سكنية لحين اتمام اعمال البناء، كل هذه الاسباب تدفع بالدول الى بناء مدن جديدة تتوفر فيها جميع مستلزمات وشروط المدن المتطورة والصديقة للبيئة، والتجارب الاقليمية والدولية عديدة يمكن الاستئناس بها والحذو حذوها، وآخرها تجربة العاصمة الادارية الجديدة في جمهورية مصر العربية التي انطلقت أعمال انشائها عام 2015 وقطعت اشواطا متقدمة رغم الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها هذه الدولة الشقيقة والتي اقيمت على مساحة 714 الف كيلومتر مربع وتتسع لاربعين مليون
نسمة.
الزحامات المرورية الشديدة المزمنة التي تعاني منها العاصمة بغداد التي تسبب هدرا ماليا فضلا عن ضياع الوقت والجهد، فضلا عن تقادم وتهالك المؤسسات الحكومية والرسمية وتوزيعها العشوائي، وازدياد اعداد السيارات وضعف طرق المواصلات والاتصالات، كلها امور تدفع بالتفكير الجدي لاصحاب القرار بانشاء عاصمة ادارية جديدة (منطقة خضراء على مساحة اوسع) تضم مبنى مجلس النواب ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية والسفارات الاجنبية ومقار الوزارات والهيئات الحكومية وجامعات ومستشفيات حديثة ومتخصصة ومدينة انتاج اعلامي ومدينة الفنون لاقامة المهرجانات والمعارض الادبية والفنية ومدن ترفيهية ومتنزهات ومولات ومجمعات سكنية عمودية، يكون انشاؤها على شكل مراحل ويشكل مجلس ادارة لتنفيذها يتكون من أعضاء يمثلون قطاعات الدولة التنفيذية والتشريعية والرقابية لوضع الخطط وتجاوز العقبات والروتين في تنفيذه وفق احدث التصاميم على أسس سليمة وبنى تحتية مرنة وقابلة للتجديد والتحديث وتستوعب التوسعة في المستقبل وفق المقاييس العالمية تجذب في حال وضع الحجر الأساس لها المستثمرين ورؤوس الأموال وتواكب متطلبات العصر في البناء والعمران.
لدينا تجارب ناجحة في انشاء المولات والمجمعات السكنية العمودية والمدن الترفيهية يمكن توسعتها في انجاز المدينة الإدارية للعاصمة بغداد التي ستقلل في حال إنجازها من الجهد والوقت في انجاز معاملات المواطنين باعتماد النظم والتقانيات الحديثة التي توفرها هذه المدينة الموعودة ليمكن استنساخ التجربة إن أبصرت النور في المحافظات العراقية كافة.