سعد الطائي
تعد المستويات العالية من التنمية البشرية لأي شعب من الشعوب المرتكز الأساس للتنمية الاقتصادية والتطور الاقتصادي، فهي بمثابة البيئة الصحية الملائمة لإحداث النهضة الاقتصادية، فالتعليم الجيد والخدمات الصحية والمستويات العالية من المهارات بمختلف أنواع الاختصاصات العلمية وتوفير الغذاء الكافي للسكان والعدد الكبير من الابتكارات والاختراعات وارتفاع مؤشرات الرضا، لدى السكان عن حياتهم المعيشية وتوفير فرص العلم المناسبة لكل واحد منهم كلها مؤشرات على توافر المعدلات العالية من التنمية البشرية، فضلاً عن سهولة الوصول الى المعلومات بمختلف أنواعها وامتلاك أغلب السكان مهارات التعامل مع تكنولوجيا المعلومات.
كل هذه العوامل هي بمثابة البيئة الصالحة للتنمية والتطوير الاقتصادي، الأمر الذي يحتم على الجهات المختصة في بلدنا العمل على رفع مستويات التنمية البشرية للمواطنين، من اجل توفير الشروط الأساسية لتقدم وتطوير الواقع الاقتصادي لبلدنا، فالأيدي العاملة هي أساس العملية الإنتاجية بكل الفروع والاختصاصات، سواء الصناعية أو الزراعية أو التكنولوجية أو الخدمية أو المعرفية أو غيرها من الفروع الأخرى، فالمستوى العالي من التنمية البشرية لليد العاملة بالتأكيد سيؤدي الى إنتاجية عالية له، تمكنه من تحقيق خطط التطوير الاقتصادي للبلد.
لذلك فإنه من الضروري جداً الاهتمام بالخدمات الصحية المقدمة الى المواطنين وتحسينها وتوفير السكن الملائم لهم، وتحسين جودة التعليم في بلدنا بمختلف مراحله الأولية والعليا وتحسين الظروف البيئية وتقليل التلوث والانبعاثات الكربونية الملوثة والضارة بالبيئة، من أجل تحسين حياة المواطنين والعمل على توفير فرص العمل الملائمة لكل مواطن، وهو ما يتطلب إعداد ستراتيجية اقتصادية متكاملة، تأخذ بنظر الاعتبار الموارد الاقتصادية المتوافرة والجدوى الاقتصادية لإقامة كل مشروع اقتصادي ومتطلباته من الأيدي العاملة بمختلف اختصاصاتها، وأن تراعي التطورات التكنولوجية الحاصلة في المجالات الإنتاجية المختلفة.
إنَّ النهوض بواقع التنمية البشرية للمواطن العراقي هو السبيل الأمثل لتحقيق وإنجاز التنمية الاقتصادية، فمن دون تحقيق التنمية البشرية وضمان الوصول الى معدلات عالية ومقبولة والحفاظ على هذه المعدلات التي سيتم تحقيقها من التنمية البشرية لا يمكن بأي حال تحقيق التطور الاقتصادي، فالعامل البشري بنوعيته العالية عامل حاكم وحيوي في تحقيق التنمية الاقتصادية، ويعد من ينجز ويقدم ويحقق كل المنتجات بجمع أنواعها، لذلك فهو لا يتمكن من تقديم المطلوب منه في الجوانب الاقتصادية، ما لم نتمكن من رفع مستوياته البشرية وتحقيق التنمية المطلوبة لإمكاناته وقدراته وظروفه المعيشية من أجل تحقيق والوصول الى التقدم الاقتصادي لبلدنا.