بغداد: الصباح
توقع المختص بالشأن الاقتصادي حيدر كاظم البغدادي استمرار ارتفاع أسعار النفط الخام إلى حدود لم تكن في حسابات الخبراء والمختصين بشأنه، وهذا يتضح من خلال متبعة مسارات الاقتصاد العالمي، وحركة النمو التي باتت ترتفع مساراتها لتعويض خسائر الفترة الماضية.
وأضاف في حديث لـ "الصباح" أن "كثيرا من الكتل الاقتصادية حول العالم تراجعت صناعاتها بسبب الإغلاق الذي استمر لفترات طويلة لم تكن في حساباتها وخططها التنموية، مما أربك المشهد لأغلب الاقتصادات التي باتت اليوم تتجه لتعويض ما ترتب من خسائر، وهنا باتت الصناعات العالمية تنمو بشكل تدريجي في وقت يلتزم الجميع بالوقاية من متحورات كوفيد 19، كما أن الأحداث العالمية المتسارعة والتوترات التي تشهدها بعض مناطق العالم ينتج عنها ارتفاع في الطلب على النفط الخام، مما يقود الى ارتفاع متواصل في أسعار النفط الخام".
وأكد البغدادي أن "استمرار أسعار النفط سيتواصل للفترة المقبلة وقد يتجاوز 130 دولارا للبرميل، لا سيما أن المخزون العالمي تراجع الى مستويات كبيرة، وكذلك النفط الصخري يعاني إرباكا في مختلف مفاصل انتاجه خلال الفترة الحالية، ومعطيات كثيرة تسهم في ارتفاع أسعار النفط الخام".
وشدد على ضرورة أن "تتجه البلاد الى الإفادة من ارتفاع إيرادات النفط الخام وتوظيفها لخدمة الاقتصاد الوطني، إذ تمثل فرصة جديدة لتعويض المرحلة السابقة والعمل على تطوير الأداء الاقتصادي من خلال توظيف الأموال في التنمية المستدامة التي تحرك سوق العمل وتنقله الى مرحلة مقبلة أكثر تطورا، إذ يمكن أن نحرك عجلة الانتاج الصناعي والزراعي بشكل مرحلي، وكذلك النهوض بالجانب الخدمي".
الى ذلك قفزت أسعار النفط أكثر من دولارين، امس الثلاثاء، مسجلة مستوى قياسيا جديدا في سبع سنوات، بعدما أمرت روسيا بنشر قواتها في منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا، في تصعيد لأزمة حذر زعماء غربيون من أنها يمكن أن تشعل حربا.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي اكثر من 3 % صوب 99 دولاراً للبرميل، وجاء ذلك بعدما شهدت العقود الآجلة امس الثلاثاء ارتفاعا وصل إلى 97.66 دولار، ليصل الى أعلى مستوى منذ أيلول عام 2014.
بينما قفزت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 3.25 دولار، أو 3.6 %، إلى 94.32 دولار للبرميل.
وجاء ذلك بعد أن ندد مسؤولون أميركيون وأوروبيون بالخطوة الروسية، على الرغم من أن مسؤولا أميركيا قال: إن التحرك العسكري الروسي لا يشكل حتى الآن غزوا يمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات واسعة
النطاق.