صادرات النفط وسندات الخزانة الأميركية

اقتصادية 2022/04/29
...

 بغداد: نافع الناجي
حقق العراق تقدماً كبيراً في صادراته النفطية الموجهة للولايات المتحدة الأميركية، حيث سجلت صادرات العراق من النفط خلال الأسبوع الماضي معدلاً بلغ 266 الف برميل يومياً، بحسب تقارير إدارة الطاقة الأميركية، ما جعل العراق يتفوق على المملكة العربية السعودية الشريك الستراتيجي للاقتصاد الأول في العالم.
وبحسب وزارة النفط فإن مجموع الصادرات النفطية والايرادات المتحققة لشهر آذار الماضي، وفق الاحصائية النهائية الصادرة من شركة تسويق النفط العراقية (سومـو)، فقد بلغت كمية الصادرات من النفط الخام (100) مليون و(579) ألفا و(612) برميلا، بإيرادات بلغت (10) مليارات و(913 ) مليوناً و (197) ألف دولار.
وعدّ خبراء تفوق الصادرات العراقية على غيرها من البلدان المهمة المنتجة للنفط في المنطقة، إضافة إلى وجود استثمار في سندات لدى الخزانة الأميركية تفوق 24 مليار دولار، علامتان على انتعاش اقتصاد البلاد، تعيده إلى الواجهة في الاتفاقات الدولية.
الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان، أوضح لـ (الصباح)، أن “تصدير النفط لواحدة من أكبر وأغنى دولة في العالم، سيشجع بالتأكيد فرص الاستثمار في داخل البلاد، كما سيدلل على وجود استقرار وأمان في العراق وهو العنصر الأساس لاستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية وضخّها في الاستثمارات الداخلية”، وأضاف انطوان “تبدو العلاقات العراقية الأميركية في أحسن حالاتها ولدينا سندات الخزانة لدى الولايات المتحدة بمبالغ أكثر من أربعة وعشرين مليار دولار، وهذه كلها عوامل مساعدة للنهوض والتنمية في العراق”.
إن زيادة المنافذ التصديرية للنفط تأتي ضمن أولويات البلد لزيادة الصادرات بشكل عام، وفي ظل رسم البلاد خريطة جديدة لتوزيع النفط مع الدول المستوردة يجد خبراء ان خطوط النفط الأساسية بين كركوك وحقول الجنوب ستعتمد ضخ كميات كبيرة إلى دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية، بعدما اعتمدت البلاد بنسبة خمسين بالمئة من تصدير النفط إلى الهند والصين وهما البلدان الأكثر شراء للنفط العراقي.
واشارت احصائية شركة سومو إلى أن “مجموع الكميات المصدرة من النفط الخام لشهر آذار الماضي من الحقول النفطية في وسط وجنوب العراق  بلغت (99) مليونا و(130) ألفا و (677) برميلا، بينما كانت الكميات المصدرة من نفط كركوك عبر ميناء جيهان (1) مليون و(448) ألفا و(935) برميلا، وبمعدل سعر البرميل الواحد بلغ  (108,503) دولار.
واضافت “تم تحقيق ايرادات اضافية عن بيع كميات من الشحنات للنفط الخام المصدر بعلاوة سعرية حيث بلغ الايراد الكلي لها (273.804.794) مليون دولار، وأن الكميات المصدرة تم تحميلها من قبل (34) شركة عالمية مختلفة الجنسيات، من الموانئ الجنوبية والعوامات الاحادية على الخليج وميناء جيهان التركي”.
الخبير الاقتصادي صفوان قصي، قال إن “العراق يتجه من خلال ميناء الفاو وعملية ربط نفط البصرة مع خليج العقبة في الأردن ومدينة السويس في مصر، في تصدير ما لايقل عن مليون وثمانمئة الف برميل يومياً”.
وأضاف “سيسهم هذا التوسع في الانتاج والتصدير حال إتمامه في عملية دعم صادرات العراق باتجاه الاتحاد الاوروبي أولا، وثانيا نتطلع إلى أن تكون هناك اتفاقيات ستراتيجية مع الدول في أميركا الشمالية كالولايات المتحدة وكندا، من أجل أن تكون لدينا مرونة في توزيع النفط العراقي”.
ويرى خبراء أن العراق يشكل محور توازنٍ بين دول الشرق ودول الغرب، ما يعطي البلد فرصاً استراتيجية لدعم استقراره الاقتصادي، والذي يعد النفط مرتكزا أساسياً له، والذي سيدخل ضمن أولويات حلفائه في المرحلة المقبلة.