تأهيل الموارد البشريَّة

اقتصادية 2022/05/07
...

 نجم بحري 
 
التقدم الحضاري وبناء قاعدة اقتصادية سليمة مرتكزة على أسس علمية لأي بلد يستندان إلى عاملين مهمين، الأول توفير الموارد المادية لغرض تأمين آلات ومعدات الموارد المطلوبة لعملية التنمية،  والعامل الثاني الأكثر أهمية هو الموارد البشرية (المؤهلة) التأهيل الكافي، لاستخدام الموارد المادية بالشكل الأمثل، حيث إن القوى البشرية هي المصدر الأساس للتنمية، كما تعد الهدف النهائي لمجمل نشاطات التنمية الاقتصادية، وأنه يمكن الحصول على الآلات والمعدات والمال والموارد من مصادر متعددة (حال اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية) في بداية نهضتها الصناعية.
ولكن القوى العاملة اللازمة لعملية التنمية لا يمكن أن تأتي بفروعها وفصائلها عن طريق الاستيراد، بل إن مصادرها الرئيسة هو الشعب والتي نطمح ونسعى لتوظيف موارده الذاتية، واعادة بناء تركيبها الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والصحي. وأن محور المنافسة بين الشعوب في عصرنا الراهن مدى ما تملكه من ثروات بشرية تمكنها من الانطلاق إلى آفاق مستقبلية. 
إن تخطيط وإعداد القوى العاملة وتدريبها يتطلب وجود جهاز متكامل يعني بهذه المهمة ويقوم بإدخال الأساليب الحديثة لرفع الانتاجية في الصناعة واعداد وتدريب الاخصائيين والمشرفين على هذه الأساليب، بحيث يمكنهم من حل مشكلات العمل التي تواجه هذا القطاع وارتباطاته وتشكيلاته. 
ويمكن تحديد أنماط هذا الجهاز بخمس نقاط، الأولى تتمثل برفع الانتاجية بزيادة كفاءة العاملين ورفع مهاراتهم واعداد مهارات جديدة، وكذلك رفع نسب استغلال المكائن لتواكب عمليات التقدم الراهن. 
والثانية تحجيم البطالة المقنعة، وثالثا تلبية متطلبات خطط التنمية الوطنية والاسراع بتهيئة الملاكات الادارية ومكافأة العاملين المنتجين، ورابعا دراسة حاجة المشاريع الصناعية كما يتطلب متابعة وضع توصيف لسياسة حركة حجم الطلبات مع تأمين توفر الانتاج في حالة الأزمات الطارئة، كما يحصل الآن في اوكرانيا، وأخيرا، إجراء مسح ميداني مستمر لحركة الأسواق من أجل الحفاظ على ديمومة حركة الانتاج والاستهلاك بشكل منتظم. 
من هنا نستطيع القول إن المتطلبات المار ذكرها مواصلة حركة الانتاج المستديم دون اي تأثير يحصل مما حصل الدوب ومتابعة حركة الاسواق للحفاظ على ديمومة الإنتاج والأخذ كل الاحتمالات السلبية مستقبلا حسبانا.