رؤيتي لمستقبل الاقتصاد العالمي

اقتصادية 2022/05/07
...

 ياسر المتولي 
 
ينشغل العالم هذه الأيام وبترقب حذر لصراع الأقطاب حول من يقود الاقتصاد العالمي مستقبلاً، السؤال الأبرز هنا هل من تغيير في من سيقود مركز النفوذ؟، ونتوقع أن النتيجة ستؤول الى رسم مستقبل النظام الاقتصادي الجديد والذي سبق وان نوهنا عنه في توقعاتنا المستقبلية في مقالاتنا خلال العامين المنصرمين .
ويتجسّد هذا المشهد في أحداث الحرب الروسية الأوكرانية، وهي صنيعة الاقطاب الكبار الذين يراهنون على تقاسم النفوذ في العالم .
والذي يتضح لي جلياً أن اتساع دائرة الصراع على تخوم روسيا نزولاً نحو أوروبا تتضح ملامحها في الصراع الخفي بين أميركا والصين بشكل لافت والحصيلة النهاية من هذه الحرب إضعاف  قدرات روسيا وأوروبا على مسار واحد على  وقع الحرب الروسية الأوكرانية بالإنابة.
هذه الحرب التي لا رابح فيها والخسارة تتحملها شعوب روسيا واوروبا والعالم برمته من خلال إضعاف دول هذا المحور بدلالات وقوف أميركا والصين متفرجيتين على الواقعة ودورهما فقط تغذية ماكنة الحرب. ويبدو أن هناك هدفا خفيا يصب في مصلحة العملاقين وكأنه هدف متفق عليه لإعادة رسم النظام الاقتصادي العالمي وتقاسم قيادته بين الأقطاب الأربعة وهم أميركا وبريطانيا من جهة والصين وروسيا من جهة ثانية عبر إضعاف الدور الأوروبي واستبعاده من لعبة تقسيم مركز النفوذ والقوة بين القطبين، هكذا هي رؤيتي وتوقعاتي حول ما يدور من رحى حرب طاحنة ومدمرة للاقتصادات المبتلية بهذه الحرب ونتائجها المعروفة سلفاً والتي لا تصب إلا في صالح القطبين او اللاعبين الكبيرين اميركا والصين .
هذا الطعم الدسم بلعته روسيا وباتت تغذي به اوروبا وقد يطول.. المؤشرات كانت قد بدأت منذ عدة أعوام والمتمثلة بالحرب الباردة بين أميركا والصين بين شد وجذب أوصلهما الى اتفاق خفي لرمي الكرة في ملعب روسيا واوروبا، وهكذا ولعل من أدوات هذا الصراع وأبرزها كوفيد - 19 والذي جعل العالم في دوامة التحليل من المسبب؟، فاستطاعت الماكنة الاعلامية الاميركية والصينية بطمس الحقائق، وكانت النتيجة المستخلصة إضعاف القدرات والاقتصادات بسبب إجراءات المنع والحضر وايقاف النشاط الاقتصادي العالمي.
 لم تنتهِ اللعبة بعد، إذ بدأ الشوط الثاني وهو سلاح الغذاء المدمر للشعوب، وهذا ايضاً يندرج ضمن اهداف الصراع الخفي ونجاح الكبار في خلق أزمة غذاء عالمي بفعل قرارات العقوبات من جهة عبر الحرب بالإنابة .
ما المطلوب من العراق، لا بل من محيطه العربي والاقليمي في ضوء هذا الواقع المرير؟.
يتعيّن على الدول المهددة بالمجاعة إعادة ترتيب أوضاع اقتصاداتها بما يؤمنها من الآثار الوخيمة التي سيخلفها صراع الكبار، وذلك من خلال الاعتماد على القدرات الذاتية والامكانات المتاحة لحين انجلاء هذه الحرب الطاحنة التي ربما ستطول وعدم الاعتماد على الدول  المتصارعة .
كما أرى أن تلتئم دول المنطقة بلوبي كمصد للريح العاتية جراء مخلفات حرب الكبار والتعاون والتنسيق لتأمين غذاء شعوبها .
ثم أكرر دعوتي لأن يتجه العراق وسائر دول المنطقة الى الاعتماد على النفس وعدم التبعية للاقتصادات الملتهبة لضمان حضور فاعل في النظام الاقتصادي العالمي الجديد مستقبلاً الذي من معالمه سيطرة القطبين بتحلفاتهما .
السؤال الأبرز هنا هل أن اتفاقاً خفياً يجري لتقاسم النفوذ وقيادة الاقتصاد العالمي أم أن المشهد بدى محض الصدفة؟.