بغداد: سها الشيخلي
قال وكيل وزارة الزراعة الدكتور مهدي سهر الجبوري: إن “الحمى النزفية في العراق، تعدُّ من الأمراض المستوطنة، لكن الإصابات بها قليلة، ولا تتجاوز العشرة سنويا، وهي موجودة في كل دول العالم”، مضيفا “ ولأن الإصابات ليست بالمدن، وفي العالم الإصابات بأعداد كبيرة جدا، وحاليا نحاول بشتى السبل منع انتشارها، وحصر البؤر التي ظهرت بها الإصابة، من خلال زيادة توعية مربي الثروة الحيوانية”.
وذكر الجبوري في تصريح لـ”الصباح” إن “الثروة الحيوانية قد شهدت قفزة نوعية في حجم الإنتاج ونوعيته بعد العام 2017 إثر دعم وزارة الزراعة، الذي أثمر بزيادة الإنتاج كماً ونوعاً وشغلت العديد من الايدي العاملة”.
وأوضح الجبوري لقد “ تم صرف (100) مليون دينار، كدفعة أولى لشراء مستلزمات التعقيم ومستمرين بالصرف ولدينا حملات مجانية”، موضحا أن ذلك أسهم في انخفاض أسعار اللحوم لتخوف الناس من المرض، وتتراوح أسعارها الآن بين 10 إلى 14 ألف دينار للكيلو غرام
الواحد”.
مؤكدا أن “أعداد الإصابة لدينا أقل من دول الجوار، وأن لحملاتنا الوقائية المستمرة ستقلل من حجم الإصابات».
وتابع “قدمنا حملات مجانية ولقاحات بيطرية بنسبة 100 % من انتاج شركة حكومية، واخرى مستوردة، وان الأعلاف كانت توزع مدعومة بنسبة 50 % للمربين”، مشيرا إلى أن “ في العام 2020 رفع الدعم عن عدة مستلزمات للإنتاج الحيواني، وكذلك في 2021 ، بعد أن زادت كلف الانتاج أكثر من 30 % “.
أكد وصولنا إلى الاكتفاء الذاتي بمنتجات الثروة الحيوانية ومنها الأسماك والألبان وبيض المائدة ولحم الدجاج، وفي عام 2019 صدر قرار بمنع استيراد بيض المائدة ولحم الدجاج .
والحمى النزفية مرض مشترك ينتقل من الحيوان الى الإنسان، تسببه بكتيريا تصيب المواشي والكلاب، وإن أول إصابة للحمى النزفية في العراق ظهرت في العام 1979 ، وينتقل المرض عن طريق (القراد) من نوع (هايلوما)، وتشكل الحمى عبئا اقتصاديا على المزارعين، إذ تؤدي إلى خسارة في إنتاج الثروة الحيوانية.
مدير عام دائرة البيطرة الدكتور ثامر حبيب حمزة قال : إن “دائرة البيطرة لا تمنع تقليل ذبح المواشي لحرصها على توفير اللحوم للمستهلك، لكنها تؤكد وتمنع بشدة الجزر العشوائي، وهي ليست مسؤولة عن مثل هذا الجزر، كونه من مهمات لجان وزارات البيئة والصحة والداخلية ونحن إحدى
اللجان”.
وعن الجزر العشوائي أشار إلى أن “قسم المجازر لدينا يقوم بالمتابعة ولدينا 15 مشفى بيطريا في العراق و(234) مستوصفا بيطريا، ومنذ ظهور أول إصابة في 14/ 3 في الكوت تمَّ استنفار كل طاقاتنا، وأننا نهيب بالمستهلك ألا يشتري الا اللحم
المختوم”.
وأفاد حمزة، “هناك متابعة لأمراض الثروة الحيوانية وحملات تلقيح مجانية بعدد خمس مرات في السنة”، لافتا إلى أن “ أسعار اللحوم لن ترتفع بسبب ظهور الإصابات في العديد من دول العالم، ومن بينها الولايات المتحدة”.
وأكد “ امكانية استخدام اللحوم في الطبخ، لأن الفايروس يموت بدرجة حرارة 56 أثناء الطهي، كما يكثر ظهور المرض بموسمي الربيع والخريف، وبإمكان الطيور المهاجرة نقل القراد بأرجلها. وإن كل دول الجوار مصابة بالمرض ولا نستورد اللحوم
منها”.
وألمح إلى أن النهوض بواقع الثروة الحيوانية بحاجة إلى الدعم، مبينا “عدم وجود اللقاح والعلاج للحيونات المصابة بالمرض، بل هناك دواء واحد (ريفالتين) يخفف الإصابة وهو مستورد”، مشددا على أن “عمل الطبيب البيطري يمثل خط الدفاع لوجود أكثر من 800 مرض مشترك ما بين الانسان والحيوان”.
وتحدث لـ”الصباح” الدكتور ثائر صبري حسين مدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة، حيث أشار إلى أن “الدائرة ضمن صلاحية مديرها العام اشترت بمبلغ (100) مليون دينار مواد رش وتعقيم، ولدينا مبلغ مدور منذ العام 2018 مقداره (مليار و400 ) مليون دينار سوف نستلمها قريبا لشراء مواد التعقيم والتغطيس، وإن 75 % من الأمراض الانتقالية منشأها
حيواني”.