صندوق الإسكان.. خطوة ناجحة لكنَّها غير كافية

اقتصادية 2022/06/16
...

 بغداد: فرح الخفاف 
 
رغم المحاولات والتطمينات والتحركات من قبل أكثر من جهة حكومية للقضاء أو التقليل من أزمة السكن، إلا أن هذه التحركات لم تحقق المطلوب حتى الآن، فأسعار العقار والأراضي في تصاعد مستمر، والمجمعات الاستثمارية باتت كأنّها مخصصة لطبقة معينة فلا يستطيع أصحاب الدخل المحدود حتى التفكير باقتناء وحدة سكنيّة منها، فيما عد البعض خطوة صندوق الإسكان ناجحة لكنها غير كافية، بسبب قلة تخصيصاتها وشرط هوية ومساحة الأرض لصرف قروضها.
 
شروط منح القرض
ويحدد صندوق الإسكان مبالغ وشروط منح قروض البناء بأنَّ سقف القروض للبناء يبلغ 75 مليون دينار في مراكز المحافظات و60 مليوناً في أطراف بغداد و50 مليوناً في أطراف المحافظات، لكنّه يشترط أن يكون السند مستقلاً أما إذا كان السند مشاعاً (مشتركاً) فيجب أن لا تقل حصة المشاع عن 100 متر، فضلاً عن عدم منحه القروض للأراضي الزراعيَّة.
ويصف المختص في المجال العقاري سعد الزيدان لـ “الصباح”، “خطوة صندوق الإسكان بالناجحة والجيدة”، لكنه يؤكد أنّها “خجولة” أيضاً، بسبب المبالغ الشهرية المخصصة للإقراض. 
 
مشكلات منح القرض
ويضيف أن “الصندوق ومنذ سنوات أسهم في إقراض عشرات الآلاف من المواطنين لبناء منازلهم، لا سيما أن الفوائد تكاد تكون معدومة، وهو ما دفع أغلب من يريد بناء منزل له أو ترميم على التقديم، بيد أن المشكلة بقلة التخصيصات”، منوهاً بأنَّ إقراض نحو 2000 مواطن شهرياً في بغداد والمحافظات يعد رقماً ضئيلاً، خاصة مع الكثافة السكانية، فضلا عن صعوبة توفر شرط مساحة الأرض لمنح القرض، لا سيما أن أسعار الأراضي ارتفعت وأصبحت حلما لدى الأغلبيَّة”.
 
توسيع مخططات المدن 
ودعا الزيدان “مجلس الوزراء إلى مضاعفة المبالغ المخصصة للصندوق لسد طلبات منح القروض المقدمة من قبل المواطنين”، مقترحاً أن “يتم توسيع مخططات المدن ومد خطوط سريعة مخدومة للتنقل ومنح أراضٍ بأسعار رمزية تكون مشمولة بالقروض، وعدم الاكتفاء بمبادرة “داري” التي تعد جيدة، لكنها غير كافية”.
وكان صندوق الإسكان قد أعلن صرف أكثر من 134 مليار دينار في شهر أيار الماضي، لافتا إلى أن “عدد المعاملات المقبولة الكترونياً خلال الشهر الماضي بلغت 2719 معاملة”. 
 
التقديم متاح للجميع
كما أشار إلى أن “عدد معاملات المكشوفة خلال الشهر الماضي بلغت 5924 معاملة”، مبينا أن “عدد المبالغ المصروفة منذ بداية العام وحتى الشهر الماضي بلغت أكثر من 581 مليار دينار”.
وأكد صندوق الإسكان الاستمرار في منح القروض، مبينا أنَّ “التقديم متاح للجميع، وان يتم عبر مرحلتين، الأولى عند التقديم الأولي وملء المعلومات الأساسية، والثانية تبدأ بشكل تلقائي بعد مرور 24 ساعة من التقديم الأولي لغرض رفع المرفقات المطلوبة”. 
 
المبالغ الممنوحة قليلة 
وتؤكد فاطمة ابراهيم (معلمة): أنها حصلت على قرض الصندوق قبل ثلاث سنوات لبناء قطعة أرض ورثتها عن أبيها، إلا أنها أكدت أن المبلغ لم يكفيها ما دعاها إلى الاقتراض من احد المصارف.
وقالت: “منذ مدة وأنا أدفع للصندوق وللمصرف شهرياً وهذا الأمر شكل ضغطاً كبيراً، فلو كان المبلغ الذي يمنحه القرض أكبر كانت حلت مشكلتي”.
بدوره، يؤكد مصطفى جمال (موظف)، ضرورة أن تقوم الجهات المختصة بمراجعة وتعديل الشروط وزيادة المبالغ، خاصة أن أسعار البناء تضاعفت، وان المبلغ المخصص لا ينجز سوى 50 - 70 بالمئة في أفضل الأحوال.
في حين حثَّ هشام الموسوي (كاسب) على أهمية زيادة عدد المشمولين وشمول الأراضي الزراعية بالقروض، خاصة أن أغلبها تمتلك سندات رسميَّة.