السماوة: نافع الناجي
حتى وقت قصير، شكلت بادية السماوة القاحلة المترامية الأطراف عبئاً ثقيلاً لخلوها من اي مظاهر للحياة، بفعل الجفاف وشح الأمطار التي انحسرت عنها لثلاثة مواسم على التوالي، لكنها اليوم باتت وبفضل غيث السماء واحة خضراء تسر الناظرين، بعد غزارة الأمطار للموسم الحالي التي زادت من مساحتها الخضراء على مدى آلاف الكيلومترات، الأمر الذي أنعش السياحة والرعي والثروة الحيوانية فيها.
وأصبحت هدانيا، وأم العصافير وسدرة الحريجيات وغيرها من المناطق ، مناطق سياحية رائعة تنتشر فيها هوايات (الكشتة) والتخييم لسائحين من داخل وخارج البلاد.
إن اتساع مساحات البادية الخضراء وإقبال مختلف الوافدين اليها من محافظات البلاد ودول الخليج، ولا سيما هدانيا وأم العصافير وغيرهما لما تتميز به من أجواء طبيعية خلابة يراها اقتصاديون باباً يمكن أن يدر منافع اقتصادية فيما لو استثمرت كفرص سياحية تنعش المحافظة.
وقال الناشط المدني ماجد عبد الحميد جاسم لـ "الصباح": "توجد عدة مناطق مهيئة أن تكون مناطق سياحية طبيعية مثل منطقة أم الحراب ومنطقة هدانيا ومنطقة أم العصافير، حيث يكثر في هذه المناطق نبات الغضا والسدر البري على شكل شجيرات كبيرة فضلاً عن المساحات الخضراء الطبيعية الجميلة والخلابة، مما يجعل السياحة الطبيعية بمثابة فرص واعدة في بادية المثنى".
وتشكل السياحة في المناطق الطبيعية التي تمتاز بها بوادي المثنى نقطة جذب لسياح يأتي أغلبهم من خارج العراق وخصوصا من دول الخليج العربي لصيد الصقور والحيوانات والطيور النادرة فضلاً عن التخييم في مناطقها الخضراء الشاسعة.
وأضاف جاسم "حقيقة من الممكن ان تكون هناك فرص استثمارية اقتصادية واعدة على مستوى محافظة المثنى التي تحتاج الى مصادر تمويل كبيرة، فكل العوامل والمؤشرات ولا سيما مؤشر الاستقرار الأمني ببادية السماوة يراها مراقبون مؤهلات تجعلها في مصاف مناطق السياحة والمحميات الطبيعية المميزة إقليمياً، والتي تنتظر جهداً حكومياً ورؤية مستقبلية لاستثمارها اقتصاديا".
إلى ذلك أوضح مدير زراعة المثنى المهندس عامر جبار لـ "الصباح"، أنه في "هذا العام جاءنا الغيث بكمياتٍ وفيرة في الوقت الذي كنا مقبلين على زراعة ستة وثلاثين ألف دونم حسب الخطة المرسومة كما وعدتنا الموارد المائية، لكن بمقدم الأمطار أضيف إليها ثلاثون ألف دونم أخرى ومساحات كبيرة في البادية أصبحت مراعي طبيعية وزراعية مميزة".
وأضاف "قطعنا العزم على زراعة مساحة بحدود حوالي ثلاثمئة ألف دونم إضافة الى مناطق عديدة الآن تمت زرعتها في هذه المناطق الصحراوية
النائية".
