حرب الذكاء الاصطناعي تستعر بين {غوغل} و{مايكروسوفت}

علوم وتكنلوجيا 2023/04/29
...

 ماونتن فيو: أ ف ب


بعد سنوات من هيمنة "غوغل" في مجال التكنولوجيا المعلوماتية الطليعية، نجحت منافستها "مايكروسوفت" التي تتقدم عليها أصلاً في التقنية السحابية، في أنْ تطغى عليها من خلال ترسيخ نفسها كشركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأعلن مجموعتا التكنولوجيا الأميركيتان العملاقتان حصيلة إيراداتهما وأرباحهما التي فاقت المتوقع في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة.

فحجم مبيعات مجموعة "ألفابت" المالكة لـ"غوغل" في الربع الأول من السنة الجارية بلغ نحو 70 مليار دولار، من بينها 15 مليار ربحاً صافياً. 

لكنّ المحلل في "إنسايدر إنتليجنس" ماكس ويلينز لاحظ أن "ما مِن أسباب كافية تدعو المستثمرين إلى التفاؤل" رغم تجاوز هاتين النتيجتين توقعات السوق، مذكّراً بأن النشاط الإعلاني للشركة "معرّض للخطر". وأوضح أن "انخفاض إيرادات يوتيوب مجدداً، وعدم نمو عائدات محرّك البحث والقطاعات الأخرى إلا بنسبة 2 في المئة، يبيّن أن جوهر عمل غوغل يواجه صعوبات لم يشهدها منذ مدة طويلة".

وتواجه الشركة التي تستقطب الحكم الأكبر من الإعلانات الرقمية عالمياً واقع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة مما يدفع المعلنين إلى نفقاتهم.

وبالإضافة إلى ذلك، تشهد منصة "يوتيوب" التابعة لـ"غوغل" منافسة شرسة من "تيك توك" الواسعة الشعبية.

وسعت "يوتيوب"، على غرار "إنستغرام" (التابعة لـ"ميتا") و"سنابتشات"، إلى استنساخ خدمة مقاطع الفيديو القصيرة التي صنعت شعبية "تيك توك"، فأطلقت "شورتس". 

وقالت إيفلين ميتشل من "إنسايدر إنتليجنس" إن "البيانات الأولية في شأن البدلات المالية (...) لمصممي مقاطع الفيديو شورتس مخيّبة".

وينبغي على "غوغل" التي استغنت عن نحو 12 الف موظف في كانون الثاني (6 في المئة من قوتها العاملة)، وقلصت مشاريعها العقارية، أن تسعى في الوقت نفسه إلى الدفاع عن مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وحققت "مايكروسوفت" تفوقاً واضحاً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (القادر على إنشاء محتوى حسب الطلب بلغة الحياة اليومية) منذ إطلاق شركة "أوبن ايه آي" الأميركية الناشئة برنامج "تشات جي بي تي" في تشرين الثاني، إذ استثمرت المجموعة بكثافة في هذا المجال. 

ودمجت "مايكروسوفت" برنامج "جي بي تي" في محركها للبحث "بينغ" مما أنعشه وأتاح له استقطاب عدد متزايد من المستخدمين بفضل الذكاء الاصطناعي، بعدما كان عاجزاً عن منافسة "غوغل". وباتت الشركتان تنافسان على الإعلان عن إضافة وظائف الذكاء الاصطناعي التوليدية إلى برامجهما، من معالج االنصوص "وورد" إلى صندوق "جي مايل" البريدي.

وقال سوندار بيتشاي في حوار هاتفي مع المحللين إن "معظم المؤسسات تفكر في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية تحولها". وجمعت "الفابت" الأسبوع الفائت فرق "برين" و"ديب مايند" لتسريع البحث في مجال الذكاء الاصطناعي.

ونشر رئيس وحدة "غوغل ديب مايند" الجديدة ديميس هاسابيس تغريدة كتب فيها: ""لدينا بالتالي فرصة لبناء الذكاء الاصطناعي، وعلى المدى الطويل الذكاء الاصطناعي العام في خدمة الإنسانية".

وكان يشير بذلك إلى فكرة عممتها شركة "أوبن إيه آي" وتتمثل في إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي تتفوق في أدائها على البشر في مهام إدراكية كثيرة.